شهدت المبادلات التجارية بين ألمانيا و روسيا تراجعًا حادًا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فيفري 2022. و وفقًا للبيانات التي نشرتها، يوم الأربعاء، الوكالة الفيدرالية الألمانية للإحصاء (Destatis)، فقد انخفضت الواردات الألمانية من روسيا بنسبة 94,6٪ في عام 2023 مقارنة بسنة 2021، لتبلغ ما قيمته 1,8 مليار يورو فقط (حوالي 2,05 مليار دولار). في عام 2021، كانت ألمانيا لا تزال تستورد ما قيمته 33,1 مليار يورو من السلع الروسية، كان أغلبها من المحروقات والمواد الأولية الصناعية و المنتجات الكيميائية. غير أنّ دخول سبع عشرة حزمة متتالية من العقوبات الأوروبية حيّز التنفيذ، آخرها في ماي 2024، قد قيّد تدريجيًا هوامش التحرك التجاري مع موسكو. انخفاض حاد في الصادرات الألمانية نحو روسيا كما تراجعت الصادرات الألمانية إلى روسيا بنسبة 71,6٪ في عام 2023 مقارنة بعام 2021، لتستقر عند 7,6 مليارات يورو. و يعكس هذا الانخفاض الحاد الأثر المشترك للقيود الأوروبية والتدابير الروسية المضادة وتدهور العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. توجه مماثل على مستوى الاتحاد الأوروبي و على مستوى الاتحاد الأوروبي، يبدو الوضع مماثلًا؛ إذ خفضت دول الاتحاد السبع والعشرون وارداتها من روسيا بنسبة 78٪ وصادراتها بنسبة 65٪ خلال الفترة ذاتها. و نتيجة لذلك، انهار العجز التجاري للاتحاد الأوروبي تجاه روسيا من 147,5 مليار يورو في عام 2022 إلى 4,5 مليارات يورو فقط في عام 2024. قبل اندلاع الحرب، كانت روسيا تُعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للاتحاد الأوروبي. ففي عام 2020، مثل الاتحاد الأوروبي 36,5٪ من واردات روسيا و37,9٪ من صادراتها، بحسب المفوضية الأوروبية. و تعكس هذه الأرقام اليوم تحوّلًا عميقًا في مسارات التبادل التجاري، في ظل سياق جيوسياسي متوتر وغامض. فك الارتباط الاقتصادي يبدو طويل الأمد و مع استمرار الصراع، تبدو النزعة نحو فك الارتباط الاقتصادي بين موسكو والعواصم الأوروبية آخذة في الترسخ. و بات الاتحاد الأوروبي يعوّل على مصادر بديلة للتزوّد، خصوصًا في مجال الطاقة، في حين تكثّف روسيا مبادلاتها التجارية مع الصين والهند وقوى غير غربية أخرى.