أعلنت رئيسة الجامعة التونسية للنزل، درة ميلاد، يوم الثلاثاء 17 جوان 2025، أن العائدات المتأتية من السياحة، إلى جانب تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج، ساهمت في تغطية أكثر من 80% من الدين الخارجي لتونس خلال الأشهر الأخيرة. وخلال حضورها في إذاعة تونس الوطنية، نوّهت ميلاد بصمود القطاع السياحي ومساهمته الكبرى في الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن قطاع النزل يوفر ما يقارب مليون موطن شغل مباشر وغير مباشر، ويُعد ركيزة اقتصادية واجتماعية محورية. انتعاشة قوية بعد سنوات من الأزمة شهد قطاع السياحة التونسية خلال سنة 2024 مرحلة مفصلية في مسار تعافيه، حيث استقبلت البلاد أكثر من 10 ملايين زائر، من بينهم 6 ملايين قادمون من تونس وليبيا والجزائر، وفقًا لبيانات الجامعة التونسية للنزل. وبلغت العائدات السياحية 7,5 مليارات دينار، موزعة على 27 مليون ليلة مبيت. وتضم تونس حاليًا نحو 800 وحدة فندقية، في وقت تدرس فيه لجنة تابعة لوزارة المالية إمكانية إعادة فتح عدد من النزل المغلقة بهدف تعزيز طاقة الإيواء. ومع اقتراب ذروة الموسم السياحي، تستهدف السلطات الوصول إلى 11 مليون سائح خلال سنة 2025، وهو هدف اعتبرته درة ميلاد واقعيًا بالنظر إلى الطاقة الإيوائية الحالية التي تقدَّر ب180 ألف سرير، مقارنة ب200 ألف سرير قبل 2011. الدعوة إلى تنويع العرض السياحي ورؤية طويلة المدى ورغم الإشادة بنتائج القطاع، عبّرت ميلاد عن قلقها من الطابع الموسمي للسياحة، الذي يضعف مردودية النزل ويؤثر سلبًا على استقرار العاملين خلال الفترات الراكدة. ودعت إلى تنويع العرض السياحي وتوسيع نطاقه ليشمل أنماطًا جديدة تتجاوز السياحة الشاطئية الكلاسيكية. ومن بين المقترحات التي ذكرتها: السياحة الثقافية، والرياضية، والطبية، وسياحة الرفاه، والمؤتمرات، والمغامرات. كما اقترحت إعادة توزيع العطل المدرسية بشكل أكثر توازنًا، وتثمين التراث الوطني من خلال مسالك سياحية داخلية. نحو أفق 2035: الحاجة إلى تعزيز الإستراتيجية الوطنية وفي ختام تدخلها، دعت درة ميلاد إلى دمج قطاع النزل بشكل فعلي في الإستراتيجية السياحية الوطنية في أفق 2035، مع ضرورة تحسين البنية التحتية، وتحديث المؤسسات الفندقية، وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية. وفي ظل الوضع الاقتصادي الدقيق، تؤكد المؤشرات أن السياحة تظل رافعة أساسية للاستقرار والنمو، من خلال دعم ميزان المدفوعات، وخلق فرص العمل، وتعزيز مكانة تونس كوجهة متنوعة ومستدامة.