سطعت تونس في سماء مجلس الشيوخ الفرنسي بفضل رانية التوكابري، المهندسة التونسية في علوم الفضاء، وأحد الوجوه الصاعدة في مجال البحث الفضائي العالمي. ففي 20 جوان 2025، حازت التوكابري على "جائزة التميز النسائي"، وهي جائزة تُمنح من قبل منظمة "فرنسا أوروبا-المتوسط" خلال حفل رسمي نُظّم بمقر مجلس الشيوخ في باريس. وقد تولّى سفير تونس في فرنسا، السيد ضياء خالد، تسليم هذه الجائزة المرموقة بنفسه إلى السيدة التوكابري، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والعلمية والأكاديمية والثقافية من فرنسا وخارجها. وتأتي هذه الجائزة تقديرًا لمسار علمي استثنائي، يغذّيه شغف عميق بتكنولوجيا الفضاء وانضباط أكاديمي صارم تشكّل منذ مقاعد الجامعة التونسية. فقد تخرّجت التوكابري من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا (INSAT)، ثم واصلت دراستها العليا في فرنسا، حيث نالت عدة شهادات ماجستير متخصصة، قبل أن تلتحق بألمانيا كباحثة في جامعة لوبيك. بفضل خبرتها، أصبحت التوكابري جزءًا من كبرى المهمات الفضائية في العالم حاليًا، من بينها مشروع "آرتيميس"، أول مهمة مأهولة إلى القمر في القرن الحادي والعشرين، بإشراف وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وبشراكة مع الوكالة الفضائية الأوروبية وشركة إيرباص. لكن مساهماتها العلمية لا تقتصر على هذا المشروع فحسب، إذ تشارك التوكابري أيضًا في برنامج الدفاع الكوكبي DART-HERA، ومهمة JUICE لاستكشاف أقمار كوكب المشتري الجليدية، بالإضافة إلى مشاركتها في تطوير تلسكوب PLATO الفضائي، ومؤخرًا في المشروع الطموح لبناء محطة فضاء خاصة تحت اسم STARLAB. هذا المسار المتميّز يعكس في الآن ذاته جودة التكوين العلمي في تونس، وقدرة الكفاءات الوطنية على التميّز داخل أعرق المحافل العلمية الدولية. وقد حرصت السفارة التونسية في باريس على تهنئة السيدة التوكابري بحرارة، ووصفتها بأنها "فخر وطني" و"نموذج مشرق للمرأة العالمة التونسية". وتُعدّ قصة رانية التوكابري مصدر إلهام حقيقي للشباب التونسي، وخاصةً للفتيات اللواتي يطمحن إلى دخول مجالات العلوم، وهي تبرهن أن الجرأة والمثابرة والانضباط تفتح الأبواب على مصراعيها — حتى أبواب الفضاء.