أعلن المندوب الجهوي للسياحة بتوزر عن تقدم كبير في أشغال تأهيل وحدتين سياحيتين مغلقتين بكل من توزر وتمغزة، تم اقتناؤهما مؤخرًا من قبل شركة استثمارية. ووفقًا لما صرّح به عادل السبّيتي، المندوب الجهوي للسياحة، فإن إعادة فتح الوحدتين متوقعة بين نهاية الموسم الصيفي وبداية الموسم الشتوي لسنة 2025. ومن شأن هذه العودة إلى النشاط أن تُعزز الطاقة الإيوائية بالجهة، التي تواجه نقصًا في أماكن الإقامة خلال فترات الذروة، خاصة في شهري ديسمبر ويناير، حيث تصبح وجهة الجنوب التونسي من أبرز الوجهات للسياحة الصحراوية. جهود متعددة القطاعات استعدادًا للموسم بالتوازي مع ذلك، تتواصل الاستعدادات للموسم السياحي الصيفي دون انقطاع، بالتنسيق الوثيق مع البلديات ذات الطابع السياحي في الجهة. وتم تنفيذ حملات نظافة بتمويل من صندوق حماية المناطق السياحية (FPZT)، كما تمّ توفير تجهيزات للعناية بالبيئة لكل من بلديتي توزر وتمغزة، بهدف تحسين جاذبية المواقع السياحية. وقد تم كذلك تعبئة فرق تفقد ومراقبة لمتابعة جودة الخدمات داخل الفنادق، ودور الضيافة، والمسالك السياحية، خصوصًا المسلك السياحي لتوزر، الذي يستقطب سنويًا آلاف الزوار من تونس ومن الخارج. وفي إطار صيانة البنية التحتية، تمّ إزالة الكثبان الرملية التي كانت تعيق الطريق المؤدي إلى موقع عنق الجمل الشهير، مما سهّل الوصول إليه للرحلات السياحية. كما يجري تنفيذ مشاريع لتأهيل المشهد البيئي والعمراني بعدد من البلديات، بهدف الرفع من جودة التجربة السياحية. بداية إيجابية للنصف الأول رغم ظرف انتقالي ما بين 1 جانفي و10 جوان 2025، سجلت ولاية توزر ارتفاعًا بنسبة 10% في عدد الوافدين السياح، وزيادة ب10,3% في عدد الليالي المقضاة، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، وذلك وفق بيانات المندوبية الجهوية للسياحة. ورغم ذلك، فإن هذه الفترة تُعدّ مرحلة انتقالية، تميّزت بنوع من التباطؤ في النشاط، في انتظار انتعاشة متوقعة خلال شهري جويلية وأوت، حيث تستقبل توزر تقليديًا زوارًا قادمين من المناطق الساحلية (على غرار الحمامات، سوسة، المهدية، جربة) ممن يختارون القيام بتوقف قصير بالجهة، ما يُسهم في دعم نشاط الفنادق والحرفيين ومزودي الخدمات المحليين. وتعكس هذه المؤشرات الإيجابية تعافيًا تدريجيًا للسياحة الصحراوية بتونس، مدعومًا بتكامل الجهود بين الفاعلين العموميين والخواص. وقد تُشكّل إعادة فتح وحدتين فندقيتين كبيرتين عنصرًا محوريًا في دفع عجلة الاقتصاد السياحي بالجنوب الغربي التونسي، تزامنًا مع قرب حلول موسم شتوي يُعد تقليديًا فترة ذروة للوجهة.