في ضربة نوعية جديدة، أوقعت المقاومة الفلسطينية سبعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي بين قتيل وجريح، في كمين مركّب نُفذ أمس الثلاثاء شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، ما اعتُبر من قبل الإعلام الإسرائيلي أحد أعنف الأحداث التي تعرض لها الجيش منذ أشهر. كمين محكم وناقلة محترقة الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أوضحت أن الكمين استهدف ناقلة جنود مدرعة من نوع "بوما" تابعة لوحدة الهندسة القتالية. وفي تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء، تلقت وحدات الجيش بلاغًا باشتعال النار في الناقلة، بعد أن اقترب منها مقاوم فلسطيني ولصق بها عبوة ناسفة فجّرها، مما أدى إلى احتراقها بالكامل وبقاء الجنود داخلها. ورغم محاولات الإطفاء التي شاركت فيها فرق عسكرية وجرافة من نوع "D9" لتغطية العربة بالرمال، فإن النيران استمرت في الاشتعال، مما اضطر الجيش لسحب الناقلة وهي مشتعلة إلى شارع صلاح الدين، ثم إلى خارج القطاع. سبعة جنود احترقوا أحياء بقي الجنود السبعة داخل العربة حتى وصولها إلى داخل إسرائيل، حيث لم يتمكن أي من فرق الإنقاذ أو الطائرات المروحية من العثور على ناجين. واستغرقت عملية التعرف على جثث القتلى ساعات طويلة، قبل أن تُبلغ عائلاتهم في وقت متأخر من الليل. ردود سياسية غاضبة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وصف صباح اليوم التالي بأنه "صباح مؤلم علمنا فيه بمقتل الجنود في معارك خان يونس"، معترفًا بصعوبة الوضع في غزة قائلاً: "المعارك ضارية والعبء لا يُحتمل". أما زعيم المعارضة يائير لبيد فقد أشار إلى أن ما حدث كان "كارثة كبرى"، مضيفًا: "خسرنا سبعة من مقاتلينا في الجنوب". القسام تتبنى العملية من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن تنفيذ الكمين، مؤكدة أن مقاتليها استهدفوا القوة الإسرائيلية في منطقة مدرسة الأقصى ببلدة القرارة شرق خان يونس، موقعين قتلى وجرحى في صفوف الجنود. المركبة "بوما": عربة ثقيلة لم تحمِ من الهزيمة المحلل الفلسطيني سعيد زيادة أشار إلى أن ناقلة "بوما" تُعد من أثقل وأقدم العربات المدرعة في جيش الاحتلال، وتُستخدم في مهام تفكيك الألغام والهدم الهندسي، وتحمل طاقمًا من 8 جنود مجهزين بالكامل. ومع ذلك، لم تتمكن هذه العربة من الصمود أمام أسلوب المقاومة الذي يجمع بين التكتيك العالي والجرأة الميدانية. الجيش يعترف: "من أصعب الأيام" صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن التحقيقات الأولية أن الجيش لم يتمكن من العثور على منفذي الكمين حتى صباح اليوم، مشيرة إلى أن المعارك في المنطقة كانت عنيفة، وشهدت اشتباكات حتى مع فرق الإنقاذ. كما تحدثت تقارير أخرى عن إصابة 16 جنديًا إضافيًا في تلك الاشتباكات. الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة وصف ما جرى بأنه "يوم بائس من أيام الغزاة"، في إشارة إلى حجم الضربة النفسية والعسكرية التي تلقاها جيش الاحتلال. بعد أكثر من 600 يوم من العدوان.. المقاومة تواصل الصمود تأتي هذه العملية بعد أكثر من 600 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، في وقت يتحدث فيه جيش الاحتلال عن إعادة تركيز جهوده على القطاع بعد التهدئة المؤقتة مع إيران. وبينما تواصل الآلة الحربية الإسرائيلية استهداف المدنيين والبنى التحتية في القطاع، تؤكد العملية الأخيرة أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تحتفظ بزمام المبادرة، وتكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة رغم التفوق العددي والتكنولوجي.