في تصريح لتونس الرقمية، اليوم الخميس 26 جوان 2025، حذّر الخبير في الموارد المائية والمناخ، حسين الرحيلي، من الارتفاع غير المسبوق لدرجات حرارة مياه البحر في تونس، مشيراً إلى أنّ ما نشهده حالياً هو إحدى المظاهر القصوى للتحوّلات المناخية. وأوضح الرحيلي أنّ درجات حرارة مياه البحر خلال شهر جوان تجاوزت المعدلات العادية، التي تتراوح عادة بين 21 و26 درجة مئوية، لتبلغ ما بين 31 و36 درجة في بعض المناطق الساحلية على غرار سليمان، المنستير، وغار الملح. واعتبر أن هذا الارتفاع يمثل "موجة حرّ بحرية استثنائية". وأضاف الخبير أنّ منطقة البحر الأبيض المتوسط تُعدّ من أكثر المناطق تأثراً بالتغيرات المناخية على مستوى العالم، سواء في شمالها أو جنوبها، مشدّداً على أن الظاهرة لا تقتصر على السواحل التونسية فقط، بل تشمل العديد من دول الحوض المتوسطي. كما أكّد أنّ هذا الوضع ساهم في ظهور ظاهرة "المد الأحمر" في عدد من المناطق الساحلية، وهي ظاهرة ناتجة عن التكاثر غير الطبيعي للطحالب البحرية، التي تنتج مواد سامة تؤدي إلى تسمّم المياه ونفوق الأسماك بسبب نقص الأوكسيجين. وختم الرحيلي تصريحه بالتأكيد على أنّ "تونس دخلت فعلياً مرحلة حرجة من التحوّلات المناخية"، داعياً إلى الإسراع في إعداد وتنفيذ برامج وطنية للتكيّف مع هذه التغيرات والحدّ من آثارها البيئية والاقتصادية.