في الوقت الذي تسجّل فيه إنتاجية الخوخ والنكتارين عالمياً نمواً متواصلاً، بدأت عدة دول عربية تُثبت مكانتها كفاعلين بارزين في هذا القطاع الزراعي. وتتصدّر القائمة الأردن، التي باتت أول مصدّر عربي للخوخ وسابع مصدّر عالمي من حيث القيمة، وفقاً لبيانات البنك الدولي لعام 2023. الأردن في صدارة المصدّرين العرب صدّر المملكة الأردنية الهاشمية ما قيمته 90.3 مليون دولار من الخوخ والنكتارين سنة 2023، وهو رقم لافت بالنسبة لدولة تركز تقليدياً على الأسواق الإقليمية. وقد مكّن هذا الأداء الأردن من التفوق على دول زراعية أكبر مثل مصر والمغرب. التصنيف: * الأردن: 90.3 مليون دولار * مصر: 25 مليون دولار * الإمارات العربية المتحدة: 15.1 مليون دولار * تونس: 12.1 مليون دولار * المغرب: 5.6 مليون دولار وتبرز تونس في هذا التصنيف بتجاوزها المغرب من حيث قيمة الصادرات، ما يعكس حيوية القطاع الزراعي التونسي، رغم التحديات المناخية وندرة الموارد المائية. هيمنة آسيوية وأوروبية على الإنتاج العالمي على الصعيد العالمي، تواصل الصين ريادتها المطلقة في إنتاج الخوخ، إذ بلغ إنتاجها 17.6 مليون طن متري، أي ما يعادل 69% من الإنتاج العالمي لموسم 2024-2025. التصنيف العالمي للإنتاج: * الصين: 17.6 مليون طن (69%) * تركيا: 1.2 مليون طن (5%) * الولاياتالمتحدة: 668,680 طن (3%) * إيران: 577,300 طن (2%) ويُكمل التصنيف كلّ من المكسيك، أوزبكستان، البرازيل، جنوب إفريقيا وتشيلي، بإنتاج يتراوح بين 200 و240 ألف طن. إسبانيا وتركيا تتصدران الصادرات العالمية من حيث قيمة الصادرات، تتربع إسبانيا على عرش المصدّرين العالميين للخوخ، بقيمة تقترب من 950 مليون دولار. التصنيف العالمي للصادرات: * إسبانيا: 950 مليون دولار * تركيا: 202.6 مليون دولار * تشيلي: 164.7 مليون دولار * الولاياتالمتحدة: 145.6 مليون دولار * إيطاليا: 127.6 مليون دولار * اليونان: 101 مليون دولار * الأردن: 90.3 مليون دولار * الصين: 77.3 مليون دولار * أوزبكستان: 71.7 مليون دولار * فرنسا: 65.8 مليون دولار وتُعزّز هذه الأرقام دور أوروبا المتوسطية كمركز تصديري رئيسي للفواكه ذات النواة، خصوصاً باتجاه الأسواق الأوروبية والإفريقية. قراءة استراتيجية يكشف صعود الأردنوتونس في تصنيف المصدّرين العرب للخوخ عن ديناميكيات استراتيجية متعددة. فمن جهة، تراهن هذه الدول على محاصيل زراعية ذات قيمة مضافة عالية لتنويع اقتصاداتها، ومن جهة أخرى، تستفيد من قربها الجغرافي من أسواق الخليج وأوروبا الجنوبية لتقليل كلفة التوزيع وتعزيز التنافسية اللوجستية. وبالنسبة لتونس، فإن هذا الأداء يمكن أن يتعزز في المستقبل من خلال: * تحديث سلاسل الإمداد ووحدات التعليب * تثمين الأصناف المحلية المتكيفة مع المناخ المتوسطي * التوجه نحو جودة عالية تستهدف الأسواق الممتازة في أوروبا والشرق الأوسط وفي الوقت ذاته، تفرض التغيرات المناخية على الدول المنتجة تبنّي أساليب زراعية جديدة، وترشيد استخدام المياه، وتأمين مصادر الري. ويُعد قطاع الخوخ والفواكه ذات النواة مؤشراً دقيقاً على قدرة القطاع الفلاحي على التكيّف والصمود في السنوات القادمة. وتتطلب استدامة هذا السوق في تونس مزيداً من تنظيم صفوف المنتجين، ووضع سياسات دعم تصديري أكثر هيكلة، إضافة إلى تعزيز الدعم اللوجستي للنفاذ إلى الأسواق الدولية.