يتواصل التفاؤل بتحقيق موسم سياحي جيد في البلاد واستقبال ما لا يقل عن 11 مليون سائح هذا العام، رغم الصراع الذي ساد في الشرق الاوسط. وكان التصعيد الأخير في المنطقة، ألقى بتداعيات جيوسياسية واقتصادية على دول الشرق الأوسط التي شهدت اضطرابا في حركة الطيران، مما تسبب في تحويل بعض الرحلات وتغيير مسارات الطيران وارتفاع أسعار التذاكر بشكل نسبي. استعداد لموسم استثنائي وسط هذه التطورات تقع تونس جغرافيًا بعيدًا عن مسرح الأحداث، مما يجعلها في منأى عن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للتوترات، على قطاع السياحة الحيوي للاقتصاد الوطني الذي يستعد لموسم استثنائي هذا العام. وخلال فترة اندلاع الصراع لم تعلن وكالات السفر والنزل في البلاد عن أي تراجع في عدد الحجوزات القادمة من الأسواق الأوروبية والأميركية والآسيوية، في الوقت الذي يستبعد فيه المهنيون أي تأثيرات سلبية على صورة منطقة شمال افريقيا بما يمكن ان يدفع العديد من السياح إلى تأجيل رحلاتهم أو تغيير وجهاتهم نحو دول أوروبية. ويؤكد المهنيون ان وضع السوق السياحية التونسية مستقر حاليا، ولم تسجل أي تأثيرات للصراع في الشرق الاوسط على الحجوزات، وهو ما يطمئن الفاعلين في القطاع. ويبين المهنيون كذلك أن الأسواق السياحية في المنطقة عموما لم تشهد صدمة التوتر، ولكن التأثيرات السلبية للصراع في منطقة الشرق الأوسط قد تظهر لاحقا على مستوى حركة الملاحة الجوية والرحلات السياحية البعيدة التي تعتمد على الربط مع محطات بوصفها مراكز عبور للسياح القادمين من آسيا والخليج. وتدل عدة مؤشرات على ان تونس تبقى وجهة جاذبة، حيث يعتمد جزء كبير من هذا المعطى على استقرار الأوضاع الإقليمية والجهود المكثفة لإعادة بناء الثقة مع أسواق متنوعة حيث تخطط سلط الاشراف لزيادة تدفق السياح في 2025 إلى 11 مليون سائح، مع رفع عائدات القطاع إلى 7.8 مليارات دينار، بعد أن تمكنت البلاد من تخطي حاجز ال 10 ملايين سائح العام الماضي. وقال وزير السياحة سفيان تقية، قبل أسابيع أمام مجلس نواب الشعب ان عدد الوافدين من غير المقيمين الذين زاروا البلاد العام الماضي بلغ نحو 10.2 ملايين زائر، وذلك بزيادة قدرها 8.9% مقارنة بسنة 2019 التي تعد سنة مرجعية للقطاع. استثمارات جديدة في القطاع ساعد تحسن التدفقات السياحية نحو السوق التونسية، حسب تقية، في ضخ استثمارات جديدة في القطاع بقيمة تزيد عن 48.6 مليون دينار، تركز أغلبها في الشريط الشرقي للبلاد. وبالتوازي، شهد قطاع الصناعات التقليدية تطوراً من حيث عائدات التصدير التي بلغت 151 مليون دينار، ما يشكل 2% من مجموع صادرات البلاد. هذا وتطلق سلطات الاشراف سنويا منذ بداية الموسم السياحي حملات دعائية واسعة النطاق من أجل التعريف بخصائص الوجهة التونسية ونقاط تميزها مقارنة بالبلدان المنافسة لها في البحر الأبيض المتوسط. ومنذ شهر ديسمبر الماضي، تمكن القطاع السياحي من كسر الرقم القياسي في عدد الوافدين لعام 2019، باستقبال 9.555 ملايين سائح. وكانت سنة 2019 العام المرجعي فيما يخص قطاع السياحة، حيث سجلت البلاد حينها توافد 9.4 ملايين سائح، قبل أن يتم كسر هذا الرقم القياسي في السنة الماضية، وتدعم القطاع بمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 9%، كما ترتفع القدرة التشغيلية للقطاع إلى 400 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وفق البيانات الاحصائية.