تستعد ولاية المنستير لتعزيز بنيتها التحتية الصحية من خلال دخول مركز جديد لتصفية الدم حيز الخدمة قريبًا في مدينة طبلبة و هو مشروع موّل بالكامل من قبل سكان الجهة، بكلفة بلغت مليوني دينار. و بعد الانتهاء من أشغال البناء، تمحورت الاستعدادات لانطلاق النشاط الفعلي للمركز حول اجتماع تقني عقد مؤخرًا بمقر الإدارة الجهوية للصحة بالمنستير. و شارك في الاجتماع كل من رئيس قسم أمراض الكلى بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة و ممثلون عن مركز الدراسات الفنية و الصيانة البيوطبية و أعضاء عن الدائرة الصحية بطبلبة ، بالإضافة إلى المتبرعين أنفسهم الذين تجندوا منذ أشهر لتحقيق هذا المشروع. مشروع مواطني لخدمة مرضى القصور الكلوي و يُعدّ هذا المركز ، المنتظر منذ فترة طويلة في الجهة، خطوة مهمة لتقريب الخدمات الصحية من مرضى القصور الكلوي المزمن في معتمديات طبلبة و بقالطة و المكنين. إذ كان العديد من هؤلاء المرضى يُضطرون للتنقل لمسافات طويلة من أجل الخضوع لجلسات التصفية و هو ما كان يؤثر في أحيان كثيرة على انتظام علاجهم. و في مرحلته الأولى، سيكون المركز قادرًا على استيعاب 12 مريضًا في الوقت نفسه، مع إمكانية توسيع عدد الأسرّة بحسب تطوّر الحاجيات و الموارد الطبيّة المُتاحة. كما سيتم تجهيز البنية التحتية وفق المعايير الوطنية المعتمدة في مجال تصفية الدم ، مع توفير التأطير الطبي بالتنسيق مع الفرق الصحية التابعة للمستشفى الجامعي بالمنستير. ديناميكية صحية تضامنية و لا يقتصر هذا المشروع على بعده الطبي، بل يُجسّد أيضًا نجاحًا جماعيًا قائمًا على روح التضامن المواطن. إذ تم تأمين كامل التمويل — الذي ناهز مليوني دينار — بفضل تبرعات السكان و مجهودات المجتمع المدني المحلي، دون أي مساهمة مباشرة من ميزانية الدولة في هذه المرحلة. و يُمثل هذا النموذج من الشراكة المجتمعية دليلًا على الثقة المتزايدة في المؤسسات الصحية الجهوية و على انخراط المواطنين بشكل فعّال في تحسين المرافق العامّة لا سيما في المناطق شبه الحضرية التي تعاني في كثير من الأحيان من نقص في الخدمات. و بذلك، يُعدّ دخول مركز تصفية الدم بطبلبة حيز الاستغلال خطوة مفصلية في مسار تطوير المنظومة الصحية الجهوية و استجابة حيوية لاحتياجات العديد من المرضى الذين تتطلب حالاتهم رعاية دائمة. و من خلال هذه المبادرة، تُثبت جهة المنستير أنّ التزام المواطن يمكن أن يعوّض النواقص البنيوية و يوفّر حلولًا ملموسة للحاجيات الطبية المستعجلة. و هو مثال يُحتذى به في جهات أخرى تواجه تحديات مماثلة.