تواصل موجة القيظ التي ضربت جنوب أوروبا وغربها منذ بداية الصيف تسجيل أرقام قياسية، حيث بلغت ذروتها هذا الأسبوع، وأسفرت اليوم الأربعاء 2 جويلية 2025 عن وفاة شخصين في فرنسا، بينما اتّجهت شرقًا نحو ألمانيا التي تشهد درجات حرارة استثنائية. وشهدت فرنسا يوم الثلاثاء ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، حيث تجاوزت ال40 درجة مئوية في الجنوب، وسُجّلت 38 درجة في العاصمة باريس. أما اليوم الأربعاء، فما تزال أربع مقاطعات وسط البلاد تحت حالة تأهّب قصوى من الدرجة الحمراء وفقًا لتقارير الأرصاد الجوية الفرنسية، في ظلّ تحذيرات من تعرّض السكان للمخاطر الصحية المرتبطة بالحر الشديد. من جهتها، دخلت ألمانيا على خطّ موجة الحر، حيث يتوقّع أن تسجّل العاصمة برلين درجات حرارة تصل إلى 38 درجة مئوية، وهو رقم نادر في مثل هذا التوقيت من العام. وفي بلجيكا، بلغت الحرارة 35 درجة مئوية، ما أدى إلى إغلاق معلم الأتوميوم الشهير في العاصمة بروكسل، المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، بسبب استحالة استمرار تشغيله في هذه الظروف المناخية الحارّة. يُشار إلى أن هذه الموجة الحارّة تُعدّ من بين الأكثر قسوة في العقود الأخيرة، وتأتي وسط تحذيرات علمية متكرّرة من تأثيرات تغيّر المناخ، وما يرافقه من تطرف في الظواهر الجوية مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، وحرائق الغابات. ودعت السلطات الأوروبية المواطنين، خصوصًا المسنّين والأطفال والمرضى، إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة، وشرب كميات كبيرة من الماء، وتجنّب الخروج في أوقات الذروة.