كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، اليوم الأربعاء، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن بريطانيا وألمانيا تستعدّان لتوقيع معاهدة دفاع مشترك واسعة النطاق، تتضمن اعتبار أي تهديد إستراتيجي تتعرض له إحدى الدولتين بمثابة تهديد مباشر للأخرى. وبحسب المصادر، فإن نص المعاهدة بات شبه مكتمل، ومن المتوقع أن يتم التوقيع الرسمي عليها في 17 جويلية الجاري، في خطوة تُعدّ الأهم منذ سنوات على صعيد التعاون الثنائي بين القوتين الأوروبيتين. أسس المعاهدة ومرجعيتها تستند المعاهدة المرتقبة إلى إعلان مشترك كان قد صدر الصيف الماضي عن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني آنذاك أولاف شولتس، تعهدا فيه بتعزيز الشراكة بين بلديهما في مجالات الأمن والدفاع والتنمية الاقتصادية. وتتضمن المعاهدة، وفق ما أوردته الصحيفة، فصلًا رئيسيًا مخصصًا للتعاون الدفاعي، مستندًا إلى اتفاقية "ترينيتي هاوس" التي أُبرمت عام 2024، والتي تنص على وحدة الموقف تجاه التهديدات الإستراتيجية. أبعاد أوسع تشمل الهجرة والابتكار وتوسّع المعاهدة من نطاق التعاون لتشمل قضايا الهجرة غير النظامية والنقل والبحث العلمي والابتكار. كما تنص على تعزيز التبادلات عبر الحدود، وهو بند يُعدّ حساسًا بالنسبة لحكومة كير ستارمر التي تواجه ضغوطًا داخلية متزايدة للحد من الهجرة، بما في ذلك الهجرة النظامية. نحو تحالف أوروبي جديد؟ ويرى مراقبون أن هذا التقارب بين لندن وبرلين قد يُشكّل إعادة رسم لتحالفات ما بعد البريكست، ويُرسل رسالة واضحة مفادها أن أوروبا الغربية تسعى إلى بناء مظلة أمنية جديدة في ظل التحديات الجيوسياسية المتصاعدة، من الحرب في أوكرانيا إلى التحولات في بنية حلف شمال الأطلسي. ويُتوقع أن يُحدث هذا الاتفاق نقلة نوعية في العلاقات الدفاعية بين البلدين، وقد يُمهّد لتوسيع الشراكة نحو مجالات جديدة تشمل الأمن السيبراني والتصدي للتهديدات الهجينة.