قال الخبير في المناخ عادل الهنتاتي، في تصريح ل"تونس الرقمية" اليوم الأربعاء 9 جويلية 2025، إنّ الوضع المناخي الذي يعيشه البحر الأبيض المتوسّط حاليًا يتميّز بارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، سواء في الجو أو في مياه البحر، مقارنة بالمعدّلات الطبيعية المعروفة في هذه الفترة من السنة. وأوضح الهنتاتي أنّ هذا الارتفاع يؤدّي إلى تبخّر كميات هامة من مياه البحر، إضافة إلى تسجيل نسبة رطوبة مرتفعة في الجو تتراوح بين 75 و80 بالمائة. *أمطار غزيرة نتيجة تصادم الكتل الهوائية: وأشار الهنتاتي إلى أنّ هذا التغير المناخي، عند التقائه بكتل هوائية باردة قادمة من القطب، يُنتج كميات كبيرة من الأمطار، والتي تكون أحيانًا غزيرة وتسقط في وقت وجيز. وبيّن أنّ هذه الظواهر ليست جديدة على تونس، إذ غالبًا ما تُسجّل تساقطات مطرية في شهر جويلية، خصوصًا خلال السنوات التي تشهد نسب أمطار تفوق المعدّلات المعتادة. *ضغط جوي مداري وسحب ركامية في نابل: وفسّر الخبير بأنّ هذه التقلبات تعود أساسًا إلى تغيّرات في حركة الهواء، خصوصًا عند تمركز الضغط الجوي المرتفع المداري فوق شمال إفريقيا وجنوب المتوسّط لفترات طويلة.كما أشار إلى أنّ الجديد هذه السنة هو الارتفاع الكبير في حرارة مياه البحر، ما ساهم في تكوّن السحب الركامية، كما حصل مؤخرًا في ولاية نابل. *المتوسط أكثر عرضة للاحتباس الحراري: وشدّد عادل الهنتاتي على أنّ ظاهرة احترار الأرض أصبحت واقعا يشهده العالم بأسره، غير أنّ البحر المتوسّط يُعتبر من أكثر المناطق تأثّرًا بها، باعتباره بحرا شبه مغلقا يمتد شرقًا وغربًا، ممّا يجعل أيّ ارتفاع في حرارته يؤثّر بشكل مباشر في عدّة عناصر مناخية، مثل الرطوبة واتجاهات الرياح. ولفت إلى أنّ هذه التغيّرات لا يمكن التنبّؤ بها بدقّة، ما يزيد من صعوبة التعامل معها. *خطر مباشر على الثروة البحرية: ومن بين أبرز تداعيات هذه التغيّرات المناخية، وفق الهنتاتي، تأثّر الثروة البحرية في المتوسّط، حيث بدأت بعض أنواع الأسماك في الهجرة نحو المحيط الأطلسي بحثًا عن بيئات أكثر ملاءمة. وأضاف أنّ هذا الأمر يُشكّل تهديدًا مباشرًا للثروة السمكية في المنطقة، والتي تُعد مورد رزق أساسيًا لعدد كبير من سكّان السواحل المتوسطية. تعليقات