رغم التوترات المستمرة في شرق البحر الأبيض المتوسط، غادرت سفينة إنسانية جديدة تُدعى «حنظلة» ميناء سيراكوزا الإيطالي يوم أمس السبت، في إطار مبادرة مدنية تهدف إلى كسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. هذا المشروع يقوده "تحالف أسطول الحرية" و هو ائتلاف من ناشطين دوليين متضامنين مع الشعب الفلسطيني. و أكّدت هيئة البث العامّة الإسرائيلية الخبر اليوم الأحد، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تتابع عن كثب التحضيرات لهذه القافلة البحرية الجديدة، التي يُنظر إليها على أنها تحدٍ مباشر للسياسة الإسرائيلية الرامية إلى إغلاق الوصول البحري إلى غزة. تحرّك مدني في مواجهة حصار طويل الأمد تأتي مهمة «حنظلة»، التي تحمل اسم الشخصية الشهيرة التي ابتكرها رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، في سياق أزمة إنسانية خانقة يعيشها قطاع غزّة. و أكّد الائتلاف المنظّم عبر صفحته على فيسبوك أن «المدنيين يموتون ببطء تحت وطأة خطر المجاعة المتزايد و ندرة مياه الشرب، وانتشار الأمراض». و يؤكد المنظمون أن هذه الانطلاقة الجديدة تعكس صمود حركة شعبية مستقلة رغم التدخلات العنيفة التي تعرّضت لها المبادرات السابقة. كما ندّدوا بتقاعس المؤسسات الدولية، متهمين إياها بعدم أداء دورها في حماية المدنيين. و تأتي هذه المحاولة الجديدة بعد حادثة بارزة وقعت يوم 9 جوان الماضي، حين اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية سفينة «مادلين» في عرض البحر و هي أيضًا سفينة إنسانية استأجرها الائتلاف نفسه و كانت متوجهة إلى غزّة. و قد تم الاستيلاء على السفينة في المياه الدولية و اعتُقل على متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة. من بين هؤلاء، تم ترحيل 4 نشطاء بعد توقيعهم على تعهّد بعدم محاولة دخول إسرائيل مجددًا ، فيما رفض الثمانية الآخرون التوقيع. و قد أُفرج عن جميعهم في 16 جوان، بحسب بيان رسمي صادر عن الحركة. ضغط متصاعد على الساحة الدولية يدعو الائتلاف إلى دعم دولي أوسع للمبادرات المدنية الداعمة لغزة، معتبرًا أن المجتمع المدني بات يلعب اليوم دورًا حاسمًا في ظل عجز الدول و المنظمات الحكومية الدولية عن القيام بواجبها. كما أشار الائتلاف إلى الاستقبال الحماسي الذي حظيت به القافلة في سيراكوزا، حيث تجمّع العشرات من الناشطين الإيطاليين والأوروبيين حول السفينة، رافعين الأعلام الفلسطينية و مرددين شعارات من قبيل : «أوقفوا إطلاق النار الآن!». و هكذا و بينما تبقى التوترات مشتعلة حول الحصار المفروض على غزّة ، يُشكّل انطلاق مهمة «حنظلة» إشارة قوية على تجدد التعبئة الشعبية الدولية. و إن كانت إسرائيل لا تزال متمسكة بسياساتها الأمنية، فإن مثل هذه التحركات الرمزية و الإنسانية تعيد إلى الواجهة قضية حرية التنقل و الوصول إلى المساعدات و احترام القانون الدولي الإنساني. و سيتم متابعة تطورات هذه المهمة عن كثب خلال الأيام المقبلة. تعليقات