تحوّلت مظاهرة نُظّمت مساء الخميس أمام فندق يؤوي طالبي لجوء في بلدة إيبينغ، الواقعة في ضواحي لندن الكبرى، إلى اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابة ثمانية شرطيين وتضرر ثلاث مركبات، بحسب ما أعلنت عنه السلطات المحلية. تأتي هذه الأحداث في ظل توتر متصاعد بشأن استقبال المهاجرين، خصوصاً وأن الفندق المعني معروف بإيوائه لعدد من طالبي اللجوء. وقد تفاقمت الأوضاع بعد توجيه تهم لرجل يبلغ من العمر 38 عاماً، وهو طالب لجوء، بارتكاب ثلاث اعتداءات جنسية، ما أثار موجة من الغضب ودعوات إلى التظاهر. وأوضحت شرطة مقاطعة إسكس أن معظم مثيري الشغب جاؤوا من خارج المنطقة، بعدما تم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد شوهد في موقع الحدث عدد من المؤثرين اليمينيين المتطرفين، ما زاد من حدة التوتر. تُظهر مقاطع مصورة انتشرت على نطاق واسع عبر الإنترنت متظاهرين ملثّمين وهم يلقون مقذوفات، ويتسلقون مركبات الشرطة، ويشتبكون مع قوات الأمن. وقال ستيوارت هوبر، المسؤول في الشرطة المحلية: «شكلنا فريقاً من المحققين لتحليل صور كاميرات المراقبة وكاميرات البدلات لتحديد هوية المسؤولين». وأضاف محذّراً: «من شارك في هذه الأعمال يمكن أن يتوقع أن يُطرق بابه قريباً». وأمام خطر تكرار هذه الأحداث، أعلنت الشرطة عن استمرار انتشار أمني معزز طوال عطلة نهاية الأسبوع، مشددة على احترامها لحق التظاهر السلمي، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تتسامح مع أي أعمال تخريب أو عنف. ولا تُعد هذه الحوادث بمعزل عن اضطرابات شهدها الصيف الماضي، إثر مقتل ثلاث فتيات صغيرات على يد شاب بريطاني من أصول رواندية في مدينة ساوثبورت. وقد تم حينها استهداف عدة فنادق تؤوي مهاجرين، من بينها فندق في روذرهام نجا من الحريق بأعجوبة. وتجد الحكومة البريطانية، التي تتعرض بانتظام لانتقادات بسبب سياساتها المتعلقة بالهجرة، نفسها مرة أخرى في مواجهة تصاعد التوتر بين بعض فئات المجتمع والبنى التحتية المخصصة لاستقبال طالبي اللجوء. وتدعو السلطات المحلية إلى التهدئة وتحمل المسؤولية الجماعية لتجنّب أي انفجار جديد في الوضع. تعليقات