لا يخفى على أحد أنّ الجماهير التونسية بالمدن الكبرى و بالقرى و خاصّة بالعاصمة و الحمامات و صفاقس و سوسة و بنزرت تبقى تتنافس لتتحصّل على تذكرة دخول مسارح تنعت بالمهرجانات الدولية بأسعر يتحملها المواطنون رغم أنّها مشطّة و من نار أحيانا و لا يقبلها العقل و يرفضها المنطق خاصة إذا ما بيعت في الأسواق السوداء باسعار احيانا مضاعفة. و قد لاحضنا أنّ ثلاثة أرباع الذين يواكبون الحفلات و السهرات من الجنس اللطيف و أحيانا تحييها وجوه شبه نكرة من الجنسين و أصواتهم ضعيفة و الاتعس من ذلك انهم يحظون بهالة إعلامية و تلميع صورهم لدى إدارات المهرجانات لغايات أصبحت معلومة و مكشوفة. و لعلّ الأمر المرفوض كليا و لابد من مراجعته مستقبلا هو جلب مغنيين ينعتون بفنانين و فنانات كبار من دول عربية شقيقة يقدمون أغاني غيرهم من نجوم الطرب المتوفين او جزء من أغاني نخبة من الفنانين التونسيين رحمهم الله غادرونا و هم شبه فقراء. و للتذكير فإنّ هناك عدد من الوجوه الغنائية العربية التي من المفروض أن تحال على التقاعد الوجوبي بفعل تراجع مستوى أصواتهم يتم جلبهم بمئات الملايين من العملة الاجنبية. و هنا مربط الفرس و بيت القصيد ، فمتى يتم تقييم المهرجانات و محتوى برامجهم لغايات ليست كسب المال بل لتغذية أرواح التونسيين و تهذيب أذواقهم و لابد من إعادة الاعتبار لمهرجان قرطاج بالمسرح الاثري الذي اصبح قبلة من هب و دبّ من تونسيين و عرب و أجانب ما دامت المداخيل بمئات الملايين من المليمات. و الجماهير التونسية لا يهمها أسعار الدخول إذا ما ارتفعت أو تم احتكارها لبيعها في سوق موازية أصبحت في المدة الأخيرة منتعشة. أتمنى أن تكون رسالتي وصلت لأصحابها مباشرة و للقائمين على التظاهرات الصيفية التي أكّد عليها الزعيم الوطني الاستاذ قيس سعيد يوم تنصيب وزيرة الثقافة الجديدة الفنانة أمينة الصرارفي في مستوى راق يسمو بالذوق العام و يساهم في نشر الفن الحقيقي …. و الله ولي التوفيق و للحديث بقية تعليقات