أعلنت شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، يوم الأربعاء 24 جويلية، عن نتائج مالية فاقت بكثير توقعات السوق للربع الثاني من عام 2025، حيث سجلت أرباحًا صافية مذهلة بلغت 28.2 مليار دولار، مدفوعة بصعود الخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وبحسب البيان الرسمي الصادر في وول ستريت، بلغ إجمالي إيرادات الشركة أكثر من 96 مليار دولار، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويأتي هذا التعافي اللافت رغم اشتداد المنافسة على جبهتين استراتيجيتين: البحث عبر الإنترنت، في مواجهة مساعدين مثل "تشات جي بي تي" (من شركة OpenAI) و"بيربليكسيتي"، وخدمات الحوسبة السحابية في مواجهة أمازون ومايكروسوفت. رد تقني على المنافسة يواجه محرك البحث غوغل، الذي يشكل المصدر الرئيسي لعائدات الإعلانات لدى المجموعة، موجة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على تقديم إجابات مباشرة على استفسارات المستخدمين من دون الحاجة إلى الروابط الدعائية. ولمواجهة ذلك، دمجت غوغل وحدات توليدية للذكاء الاصطناعي (مثل "AI Overview" و"AI Mode") مباشرة ضمن نتائج البحث. ويبدو أن هذه الاستراتيجية بدأت تؤتي ثمارها، لا سيما في ما يتعلق بالاستفسارات ذات الطابع التجاري، بحسب المحلل يوري وورمسر من مؤسسة eMarketer، الذي أشار أيضًا إلى أن هذه الردود الجديدة بدأت بالفعل في توليد الإيرادات. كما أطلقت غوغل وOpenAI في الربيع الماضي مساعدين افتراضيين للتسوق يعتمدون على الذكاء الاصطناعي، قادرين على البحث عن أفضل العروض، واقتراح المنتجات وفقًا لأذواق المستخدمين، بل وإنهاء عمليات الشراء عبر الإنترنت، شرط الحصول على موافقة المستخدم. نمو قوي في الحوسبة السحابية تواصل خدمة "غوغل كلاود" نموها السريع، حيث ارتفعت عائداتها بنسبة 32% لتصل إلى 13.4 مليار دولار في الربع الثاني. كما تعززت ربحيتها، إذ بلغ الدخل التشغيلي 2.8 مليار دولار، وهو ما يمثل ضعف ما تحقق في عام 2024. وأوضح الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي أن الغالبية الساحقة من شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة، التي تتجاوز قيمتها السوقية المليار دولار، تستخدم اليوم البنية التحتية لخدمات غوغل السحابية، بما في ذلك شركة OpenAI نفسها، رغم شراكتها مع مايكروسوفت، لما توفره من قدرات حوسبة عالية. وتشير التوقعات إلى أن قطاع الحوسبة السحابية سيحقق أكثر من 50 مليار دولار من الإيرادات السنوية بحلول عام 2025. استراتيجية استثمار طموحة أمام الطلب المتزايد بشكل كبير، رفعت ألفابت من سقف استثماراتها. إذ باتت تتوقع إنفاق 85 مليار دولار هذا العام، مقارنة ب52.5 مليار دولار في 2024. وستُخصص الزيادة، التي تبلغ 10 مليارات دولار فوق التقديرات السابقة، بشكل أساسي لتعزيز قدرات المعالجة والتخزين، خاصة لتلبية متطلبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وأشارت المديرة المالية روث بورات إلى أن هذا الجهد يعكس الحاجة الملحة لتسليم مزيد من الخوادم، وتسريع وتيرة بناء مراكز بيانات جديدة، لخدمة قاعدة العملاء المتزايدة في قطاع الحوسبة السحابية. ومع هذه النتائج القوية ورؤية واضحة ترتكز على الذكاء الاصطناعي، تُعزز ألفابت مكانتها في الأسواق الاستراتيجية للإعلانات والخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، بينما تستعد لمواجهة منافسة تقنية تتسم بوتيرة متسارعة ومرونة متزايدة. تعليقات