احتضن كورنيش مدينة قابس، مساء الجمعة 25 جويلية 2025، كرنفالًا احتفاليًا مميزًا ضمن فعاليات مهرجان "عيد البحر"، الذي نظمته المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وسط حضور جماهيري غفير واكب مختلف فقراته بعين الإعجاب والمتعة. على امتداد أكثر من ثلاث ساعات، تحوّل الكورنيش إلى فضاء نابض بالحياة، حيث تتابعت 24 لوحة فنية تنوعت بين العروض التراثية والفرجوية، بمشاركة مميزة من فرق شعبية من تونس ومن دول الجوار، على غرار ليبيا والجزائر ومصر، في مشهد جسّد البعد المغاربي والمتوسطي للحدث. خصوصيات محلية وثراء ثقافي شاركت مختلف معتمديات ولاية قابس في الكرنفال، مُبرزة تنوّعها الثقافي والحضاري من خلال لوحات تعكس الخصوصيات المحلية: من صناعة المرقوم ببوذرف، إلى حناء شنني، وعروض الفروسية بمارث والحامة، وصولًا إلى رقصة الميازة بمطماطة والعرس التقليدي بالمطوية، والمحفل بدخيلة توجان. كما سجّل الكرنفال حضور ممثلين عن ولايتي مدنين وتطاوين، إلى جانب عدد من المؤسسات الثقافية، أبرزها مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس الذي قدّم عرضًا مدهشًا بالدمى العملاقة، تم إعداده خصيصًا لهذه المناسبة الفرجوية الفريدة. لوحات تراثية نابضة بالحياة عرف الكرنفال مشاركة طائفة الزياتين بمارث، وفرقة أولاد الزاوية بالحامة، إضافة إلى لوحات حول رتق الشباك بغنوش، وطقوس الأعراس التقليدية بمدينة قابس. كما شهد عروضًا مبهرة للباس التقليدي وعربات تراثية كانت في ما مضى رمزًا للنشاط السياحي في الجهة، وباتت تُستخدم اليوم في إحياء حفلات الأعراس. احتفاء بالهوية البحرية شهد الكرنفال إشراف والي قابس، رضوان نصيبي، الذي أكّد في تصريح بالمناسبة أهمية هذا الحدث في تثمين الموروث الثقافي الساحلي والترويج لصورة قابس كوجهة ثقافية وسياحية متفردة. وقد مثّل الكرنفال مناسبة لإحياء الذاكرة الجماعية وربط الأجيال بجذورها في أجواء احتفالية جمعت بين الفن والتراث والمجتمع. مهرجان عيد البحر بقابس لا يكتفي بتقديم العروض الفرجوية، بل يرسّخ حضور المدينة كجسر بين الأصالة والانفتاح على المتوسط، ويعيد الاعتبار لهويتها البحرية الغنية التي تستحق التثمين والمواكبة. تعليقات