اعترضت القوات الإسرائيلية في وقت متأخر من ليلة السبت 26 إلى الأحد 27 جويلية 2025، السفينة "حنظلة" بينما كانت تقترب من سواحل قطاع غزة. وقد انطلقت السفينة من إيطاليا قبل أسبوع، وكانت تقلّ على متنها 21 ناشطًا دوليًا ضمن مهمة سلمية ترمي إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، ولو بشكل رمزي. تدخل عسكري في عرض البحر ووفقًا لتحالف "أسطول الحرية"، الجهة المنظمة لهذه المبادرة البحرية، فإن الهجوم الإسرائيلي تم في المياه الدولية، في انتهاك واضح للقانون البحري. وكانت السفينة قد غادرت ميناء "غالّيبو" الإيطالي يوم الأحد الماضي، وعلى متنها نشطاء من جنسيات متعددة، من بينهم نواب أوروبيون، وشخصيات إعلامية وفنية. وقبيل اعتراضها، أطلق طاقم "حنظلة" نداء استغاثة أشاروا فيه إلى رصد طائرات مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق السفينة، تلاها اقتراب مباشر لزوارق عسكرية. ثم انقطع الاتصال بالسفينة بشكل مفاجئ. عملية نُقلت مباشرة على الهواء منذ انطلاقها، كانت رحلة "حنظلة" تُبثّ مباشرة على موقع "يوتيوب"، خصوصًا عبر نقل حي للرادار البحري، وذلك بهدف ضمان الشفافية في مسار المهمة، والحيلولة دون التعتيم في حال وقوع تدخل. وتُظهر صور نُشرت قبل لحظات من فقدان الاتصال، جنودًا إسرائيليين وهم يصعدون على متن السفينة. وقد توقفت البثوث المباشرة على الفور بعد ذلك. وكانت "اللجنة الدولية لرفع الحصار عن غزة" قد حذّرت مساء السبت من أن جميع ركاب السفينة سيدخلون في إضراب مفتوح عن الطعام في حال اعتراضها، في خطوة احتجاجية تهدف إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. مهمة إنسانية سلمية تقلّ السفينة "حنظلة" 21 ناشطًا من عدة دول أوروبية وأقاليم أخرى، توحّدوا في إطار مهمة إنسانية غير عنيفة، هدفها الأساسي لفت انتباه المجتمع الدولي إلى تداعيات الحصار على غزة، والمطالبة بتحرّكات ملموسة لإنهائه. تكرار للماضي؟ تُعيد هذه العملية إلى الأذهان حادثة اعتراض السفينة التركية "مافي مرمرة" سنة 2010، والتي أسفرت حينها عن مقتل عشرة نشطاء أتراك، وأثارت أزمة دبلوماسية كبرى وموجة إدانات دولية واسعة. اليوم، يبقى مصير ركّاب "حنظلة" مجهولًا، في ظل غياب أي بلاغ رسمي بشأن وضعهم أو مكان احتجازهم أو ظروف معاملتهم. وقد يعيد هذا الحادث الجدل حول قانونية الحصار البحري المفروض على غزة، والذي اعتبرته عدة منظمات غير حكومية وخبراء في القانون الدولي انتهاكًا صارخًا للشرعية الدولية. كما قد يثير موجة انتقادات جديدة ضد إسرائيل، خاصة من قِبل الحكومات التي ينتمي إليها الركّاب الموقوفون. الوضع يبقى مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في وقت دعت فيه "حملة دعم حنظلة" إلى تعبئة دولية فورية للمطالبة بالإفراج عن النشطاء وإنهاء الحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة. تعليقات