عبّر جان-لوك ميلانشون، زعيم حركة "فرنسا الأبيّة" (La France Insoumise)، عن ردّ فعل غاضب إثر اعتراض السفينة حنظلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واصفًا العملية ب"القرصنة في المياه الدولية"، ومشيرًا إلى "اختطاف" 21 مدنيًا عزلًا، من بينهم نائبتان فرنسيتان. وكتب ميلانشون في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك: "بلطجية نتنياهو اعترضوا السفينة حنظلة. هاجموا 21 شخصًا أعزل في مياه دولية لا يملكون فيها أي حق. عملية اختطاف ضحاياها نائبتان فرنسيتان." ووجّه زعيم "فرنسا الأبية" انتقادات مباشرة إلى الحكومة الفرنسية بقيادة فرانسوا بايرو، الذي تمّ تعيينه مؤخرًا رئيسًا للوزراء، متهمًا إياها ب"التواطؤ الصامت"، وكتب: "حكومة بايرو، افعلوا شيئًا آخر غير أن تكونوا ممسحة أقدام لنتنياهو!" هجوم على خلفية أزمة إنسانية متواصلة في غزة السفينة حنظلة، التي تمّ تجهيزها من قبل تحالف "أسطول الحرية"، كانت تقلّ 19 ناشطًا و2 من الصحفيين من جنسيات متعددة، في مهمة إنسانية تهدف إلى إيصال مساعدات لسكان غزة، والتنديد بالحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا. وضمن طاقم السفينة كانت نائبتان فرنسيتان: * غابرييل كاتالا، نائبة عن حركة "فرنسا الأبية" في الجمعية الوطنية الفرنسية، * إيما فورو، نائبة فرنسية-سويدية في البرلمان الأوروبي وعضوة في نفس الحركة. وقد غادرت السفينة ميناء لارنكا القبرصي يوم 26 جويلية 2025، قبل أن تعترضها قوات كوماندوس إسرائيلية في عرض البحر الأبيض المتوسط، على مسافة تفوق 90 كلم عن سواحل غزة. ردود فعل غاضبة في فرنسا وعلى الساحة الدولية أدانت عدة منظمات غير حكومية ونواب أوروبيون هذا التدخل، معتبرين أنه انتهاك صارخ للقانون البحري الدولي، ومسا خطيرًا بحقوق المدنيين وحرية الملاحة. وأكدت هذه الجهات أن ما حدث يُعدّ احتجازًا غير قانوني لسفينة مدنية و"اعتقالًا تعسفيًا" لرعايا أوروبيين. وقد أُطلقت دعوات للإفراج الفوري عن ركاب حنظلة من قبل نواب أوروبيين ومنظمات إنسانية وجمعيات داعمة للقضية الفلسطينية. وفي بيان مشترك، دعا عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي إلى فرض عقوبات دبلوماسية على تل أبيب، وطالبوا بردّ فرنسي "واضح وحازم". وفي وقت تلتزم فيه الحكومة الفرنسية صمتًا رسميًا تجاه الهجوم على السفينة، تتصاعد الضغوط من الأوساط التقدمية في البلاد، مطالبةً باريس بالتخلي عن المواقف الرمادية، والاضطلاع بمسؤولياتها في حماية القانون الدولي والمدنيين، بمن فيهم نوابها المنتخبون. تعليقات