أثار زعيم حركة "فرنسا الأبيّة"، جان لوك ميلانشون، من جديد الساحة السياسية الفرنسية، بموقف حازم و رمزي في آنٍ واحد. ففي منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، ندّد ميلانشون بما وصفه بتقاعس الحكومة الفرنسية تجاه الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، داعيًا إلى اتخاذ خطوات ملموسة لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. «الجيش الأكثر انعدامًا للأخلاق في العالم» وفاءً لأسلوبه الصريح، لم يُجامل ميلانشون في كلماته : «تحوم طائرات الجيش الأكثر انعدامًا للأخلاق في العالم حول سفينة "حنظلة"، المتجهة لكسر حصار غزة». و قد أشار بهذا التصريح إلى الأسطول الإنساني المسمى «حنظلة»، الذي يتكوّن من نشطاء دوليين و شحنات مخصصة للسكان الجائعين في غزة. هذا الأسطول أبحر من ميناء لارناكا القبرصي متحديًا الحصار الإسرائيلي. مقترح عملي : البحرية الفرنسية و جسر جوي للإغاثة دعا جان لوك ميلانشون فرنسا إلى الانخراط الفعلي في كسر الحصار واقترح إجرائين عاجلين : * مرافقة الأسطول من قِبل البحرية الوطنية لضمان سلامته و منع أي اعتراض غير قانوني * تنظيم جسر جوي لإنزال المواد الغذائية بالمظلات، كما اقترح النائبان من "فرنسا الأبيّة" باستيان لاشو و أوريليان سانتول. و كتب قائلاً : «حكومة أبيّة كانت لترافق الأسطول بالبحرية الوطنية و كانت لتنظّم جسرًا جويًا لإنزال الإعانات الغذائية»، مذكرًا بأن فرنسا تمتلك الوسائل اللوجستية و العسكرية اللازمة للتدخل لأسباب إنسانية، كما حدث سابقًا في كردستان و هايتي. تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية حيال تقاعس القوى الغربية، في ظل تقارير المنظمات الإنسانية عن مجاعة و نقص طبي و كارثة إنسانية شاملة في قطاع غزة. تقاطع مع تصريحات أرنو لوغال يتقاطع موقف جان لوك ميلانشون مع تصريحات النائب عن "فرنسا الأبيّة"، أرنو لوغال، التي أدلى بها في مقابلة حصرية مع "Tunisie Numerique" نُشرت هذا الأسبوع. حيث قال النائب : «الاعتراف بدولة فلسطين، رغم ضرورته، لا يكفي. يجب اتخاذ خطوات ملموسة كي يعيش الشعب الفلسطيني و تعمل الدولة الفلسطينية». يتّضح إذًا أن "فرنسا الأبيّة" لا تكتفي بالكلمات، بل تدعو إلى تحرّك دبلوماسي و لوجستي و سياسي عاجل، حتى لا يبقى الاعتراف بالدولة الفلسطينية مجرّد إجراء شكلي، بل يتحوّل إلى فعل متماسك يمنح الأمل و الحياة لشعب محاصر. تعليقات