خلال الجلسة العامة الأخيرة التي انعقدت يوم الثلاثاء 29 جويلية 2025، استقبل مجلس نواب الشعب وزيرة الشؤون الثقافية أمينة الصرّافي، للإجابة عن سلسلة من الأسئلة الشفوية تمحورت حول حوكمة القطاع الثقافي، والمشاريع الجهوية، وشبهات الفساد. الجلسة، التي ترأسها إبراهيم بودربالة، افتُتحت بالتأكيد على أهمية الثقافة في تعزيز التماسك الاجتماعي وبناء الدولة، مع الدعوة إلى تنسيق الجهود بين الدولة والنواب والمجتمع المدني. نابل: بين الإرادة الوزارية والإحباط المحلي استهلّ النائب محمد علي الفنيرة النقاش بالإشارة إلى النقائص الثقافية في ولاية نابل، لافتًا خصوصًا إلى إلغاء مهرجان شهر رمضان في قربة بسبب غياب قاعة عروض. وأوضحت الوزيرة أنّه منذ بداية السنة تم اعتماد استراتيجية وطنية جديدة أسفرت عن تنظيم 968 نشاطًا ثقافيًا في مختلف أنحاء البلاد، شملت مهرجانات للأطفال والشباب والنساء، إلى جانب تهيئة المكتبات العمومية. لكنّ النائب اعتبر هذه الجهود غير كافية، منتقدًا غياب الدعم الهيكلي للمهرجانات الجهوية، وداعيًا إلى تسوية الوضع الإداري لأعوان التراث، خصوصًا الحاصلين على شهادة الدكتوراه. منزل بورقيبة: تأخيرات، سرقات ودعوة للتحقيق أعربت النائبة ماجدة الورغي عن استيائها من تأخر أشغال دار الثقافة في منزل بورقيبة، والتي أكدت الوزيرة أنها منجزة بنسبة 98%. وأرجعت الوزيرة التأخير إلى تغيير المهندس المشرف وسرقة بعض المواد كعوائق أساسية. لكن النائبة شكّكت في هذه الرواية، داعية إلى القيام بزيارة ميدانية وفتح تحقيق حول سرقات الكوابل، مع متابعة دقيقة للأموال المرصودة، مشيرة إلى وجود «مناطق ظل» في إدارة المشروع. النجاعة والحوكمة: النواب يرفعون الصوت أثار النائب نوري الجريدي مسألة تضارب المصالح وإخلالات محتملة في مشروع إنشاء المتحف الوطني للحضارات ما قبل التاريخ، وهو مشروع أُطلق عام 2016. وأكدت الوزيرة أنّ قطعة الأرض البالغة 6.000 متر مربع خُصصت سنة 2018، وأن المتحف سيحتفظ بقطع أثرية فريدة. وبخصوص أسئلة النواب حول مناظرة انتداب المربين الثقافيين لسنة 2024، نفت الوزيرة أي تجاوزات، مؤكدة أنّ الإجراءات كانت تحت إشراف لجان مختصة. كما أوضحت أنّ اعتمادات مالية خُصصت لعدة تظاهرات، من بينها: * 18 ألف دينار لمهرجان الفستق بقصر، * 15 ألف دينار لمهرجان صيف سيدي بوزيد، * 25 ألف دينار لمهرجان الكهوف الجبلية، * 5 آلاف دينار لمهرجان المدينة لشهر مارس 2025. صفاقس، المكتبات وصناديق الدعم: ملفات حساسة تناول النائب أحمد بن نور ملفات مشروع «صفاقس عاصمة الثقافة العربية» والمكتبة الرقمية، إضافة إلى شبهات تحويل في صناديق دعم المهرجانات والأنشطة الثقافية. وأجابت الوزيرة بأن 98 ملفًا غير قانوني تم تحويلها إلى القضاء، وأن منصة رقمية لإدارة المنح أُطلقت في يوليو 2024 لضمان الشفافية. كما أكدت أنّ التفقدية العامة بالوزارة تتابع ملفات تضارب المصالح. نحو إصلاح شامل للقطاع الثقافي التونسي في ختام الجلسة، جددت الوزيرة أمينة الصرّافي تأكيد طموح وزارتها لصياغة رؤية ثقافية متجددة، ترتكز على: * مراجعة مجلة التراث، * دعم الفضاءات الثقافية الخاصة، * تحسين التوزيع الجغرافي للعروض الثقافية، * إعادة الاعتبار لدور دور الثقافة، * تكييف مواقيت الأنشطة الثقافية، * ودعم الصناعات الإبداعية. أما إبراهيم بودربالة، فاختتم بالتشديد على أنّ الثقافة تظل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، داعيًا إلى إدارة أكثر فاعلية للموارد، ودعم أقوى للفنانين كي يساهموا بفاعلية في بناء المستقبل الثقافي لتونس. تعليقات