رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاستقالة المبكرة لأدريانا كوغلار، عضو لجنة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (Fed)، معتبراً أنها تفتح المجال أمام تعيين استراتيجي جديد. وكانت كوغلار، التي يمتدّ تفويضها حتى يناير 2026، قد فاجأت المراقبين بإعلان رحيلها المفاجئ. وقال ترامب، في تصريح للصحافة يوم الجمعة: «سعيد جداً بوجود مقعد شاغر»، مؤكداً بذلك نيته تعزيز تأثيره على السياسة النقدية لأكبر قوة اقتصادية في العالم. وتتيح هذه الاستقالة للرئيس الأميركي تسمية خلفٍ لها في وقت أبكر من المتوقع، في سياق يدفع فيه ترامب بقوة نحو خفض سريع لأسعار الفائدة. ويعتبر ترامب أن هذه الخطوة أساسية لدعم النمو والائتمان، غير أنها تصطدم عادةً بسياسة الحذر التي تنتهجها المؤسسة النقدية، الساعية لتحقيق توازن بين أهداف التضخم والتوظيف. وسيحتاج تعيين خليفة أدريانا كوغلار إلى موافقة مجلس الشيوخ الأميركي، ذي الأغلبية الجمهورية حالياً، ما يُفترض أن يسهّل المسار أمام إدارة ترامب التي ترى في الأمر فرصة لتسريع توجّه الاحتياطي الفيدرالي نحو خطها الاقتصادي. كوغلر، وهي اقتصادية من أصول كولومبية عيّنها جو بايدن، عُرفت بمواقفها المتأنية، ودعت مراراً إلى قراءة دقيقة للمؤشرات قبل أي تعديل في سياسة الفائدة. وأثار رحيلها تساؤلات حول التوترات الداخلية داخل المؤسسة، فيما لم يعلّق الاحتياطي الفيدرالي على أسباب هذه الاستقالة المفاجئة. ويعكس هذا التطور مجدداً التدخل المباشر للسلطة التنفيذية في توجيه عمل البنك المركزي، الذي يُفترض أن يعمل باستقلالية. ويرى بعض المحللين أن هذه النزعة قد تضر بمصداقية المؤسسة على الصعيد الدولي. وفي الأسابيع المقبلة، ستتجه الأنظار إلى الاسم الذي سيقترحه ترامب وإلى النهج الذي سيتبعه الحاكم الجديد، وسط بيئة اقتصادية لا تزال تتسم بعدم اليقين وتخيم عليها التوترات التجارية والاضطرابات الجيوسياسية. تعليقات