تمثل الصحراء في العالم مصدرا لجذب السياح خاصة في فصل الشتاء وقد تمكنت المدن الصحراوية التونسية من جذب العديد من السينمائيين لتصوير افلام عالمية، أو استقطاب المهرجانات المحلية والدولية مع امتلاكها لموروث ثقافي و طبيعي جذاب و متنوع جعل منها مختلفة عن بقية بلدان العالم . وعلى هذا الاساس، يعتبر هذا النوع من السياحة مهما جدا في تونس، حيث تمثل الصحراء فيها أكثر من ثلث مساحة البلاد وتمتد على 5 ولايات وهي كل من توزر وقبلي وتطاوين وقفصة وقابس علاوة على ما للفضاء الصحراوي و الواحي من مميزات ثقافية و تاريخية و طبيعية تجعل منه مختلفا عن بقية انواع السياحة التقليدية، بما يجعله يمثل ركيزة اساسية لتنمية هذا القطاع . دفع الاستثمار وتطوير المسالك السياحية وعلى الرغم من اهمية السياحة الصحراوية في تونس وتنوعها الا ان ذلك لم يترجم على مستوى الارقام والليالي المقضاة بهذا الفضاء، حيث تبقى طاقة استيعاب الفنادق بها دون المأمول نظرا لعدة صعوبات منها الظرفية والهيكلية . دعما لهذا القطاع، أدّى وزير السياحة، سفيان تقية، يوم السبت 2 أوت الجاري، زيارة عمل إلى ولاية تطاوين، رفقة والي الجهة أمير القابسي لمتابعة مدى تقدم عدد من المشاريع السياحية المعطلة ومتابعة سير نشاط قطاعي السياحة والصناعات التقليدية بالجهة، حيث أشرف بالمناسبة على جلسة عمل بمقر الولاية، خصصت لمناقشة عدد من المسائل التي تهم دفع الاستثمار وتطوير مسالك سياحية بالجهة ومزيد النهوض بقطاع الصناعات التقليدية، وذلك بحضور ممثلي الإدارات الجهوية وعدد من نواب مجلس الشعب ومجلس الجهات والاقاليم والمجلس المحلي، عن الجهة، ورؤساء المؤسسات تحت الإشراف. وأفاد الوزير أن ولاية تطاوين وجهة السياحة البديلة بامتياز، مؤكّداً أنه سيتم قريبا اصدار كراسات الشروط الخاصة بأنماط الإيواء السياحي البديل، والتي تشمل المخيمات السياحية، والإقامات الريفية، والإقامات المرحلية، والاستضافات العائلية، وهو ما سيساهم تحفيّز الاستثمار والرفع من طاقة الايواء بالجهة كما سيمنح دفعة قوية للحركية السياحية. كما عاين سفيان تقية مشروع المنطقة السياحية "بياش"، التي سيتم إحداثه على مساحة 8 هكتارات، وتم إدماجه في مخطط التنمية 2026–2030، حيث شدّد على ضرورة دفع نسق تقدّم إنجاز هذا المشروع، لما له من دور في دعم الحركية السياحية بالجهة. إجراءات لفائدة الجهة وفي ختام الزيارة، أعلن وزير السياحة عن جملة من الإجراءات لفائدة الجهة، ابرزها احداث مسالك سياحية مندمجة تربط الجهة بباقي الولايات المجاورة وتقديم برامج احاطة خاصة بالمشاريع الشبابية والنسائية والشركات الأهلية والمبادرات المحلية في مجالي السياحة والصناعات التقليدية اضافة الى التسريع في احداث مشروع المنطقة سياحية بولاية تطاوين. يذكر ان الصحراء التونسية في السنوات الاخيرة، و في أنجحها، لم تتمكن من استقطاب سوى 10 بالمائة من السياح وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالعدد الاجمالي للسياح الوافدين ويعود ذلك بالأساس الى بعض الاشكاليات التي تهم هذا النوع من السياحة، وهي بالخصوص معدل الاقامة والليالي المقضاة باعتبار انها ترتكز على سياحة المسالك السياحية. ومن المؤكد ان السياحة الصحراوية وتطويرها سيساهم بالضرورة في بناء مفهوم السياحة المستدامة بالبلاد .