أطلق السفير حسين هريدي، المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري، تحذيراً شديد اللهجة بشأن مستقبل المنطقة، معتبراً أن الشرق الأوسط يعيش حالياً المرحلة النهائية من مشروع «إسرائيل الكبرى». ورأى أن هذا المخطط قد يقود إلى «نكبة ثالثة» تتمثل في تهجير جماعي لشعوب عربية تتجاوز الشعب الفلسطيني وحده. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، حلّل هريدي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو — المطلوب بموجب مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية — معتبراً أنها محاولة لاسترضاء التيار القومي المتطرف في إسرائيل، وفي الوقت ذاته تكشف عن انسجامه مع رؤية الصهيونية العالمية. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية قد أكد، في حوار مع قناة «24 نيوز» يوم الأربعاء 13 أوت، قناعته بمفهوم «إسرائيل الكبرى»، مضفياً بذلك بُعداً أيديولوجياً على صراع كان العالم العربي يتعامل معه حتى الآن من زاوية سياسية وأمنية بالأساس. ويرى هريدي أن على الدول العربية، خصوصاً الموقعة على اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، أن تتخذ مواقف توازي حجم مسؤولياتها الوطنية، وإلا فإن الشعوب هي التي ستدفع الثمن. وحذر الدبلوماسي من أن هذا المشروع التوسعي يشمل ضم الضفة الغربية والأردن وقطاع غزة، إضافة إلى أجزاء من مصر ولبنان. واعتبر أن غياب رد فعل حازم سيعني استمرار الدول العربية في النهج الذي تسير عليه منذ عقود، والمتمثل في التطبيع وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، بما يتماشى مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووصف هريدي هذه النتيجة ب «النكبة الثالثة» بعد نكبة 1948 وما أسماه «نكبة غزة». وفي قراءته، فإن «إسرائيل الكبرى» لن تقتصر على تهجير الفلسطينيين، بل قد تستهدف أيضاً اقتلاع مجتمعات كاملة من دول عربية أخرى، مما سيقلب موازين الديمغرافيا والسياسة في المنطقة رأساً على عقب. تعليقات