احدى وستون سنة مضت على «نكبة» 1948... «نكبتنا» في فلسطين... احدى وستون سنة تكبّد فيها شعبنا الفلسطيني مرارة التشرّد وقسوة المنافي في مخيّمات الشتات، وذاق فيها شتى أنواع الإرهاب والتجويع والتقتيل... ذكرى النكبة المؤلمة التي حلّت بالأمّة يوم نجحت الحركة الصهيونية في تنفيذ مشروعها بدعم من الإمبريالية العالميّة.. ذلك المشروع الذي تمكّن من اقتلاع شعبنا الفلسطيني من أرضه وتشريده واحلال المهاجرين اليهود القادمين من كل حدب وصوب محلّه في مختلف المدن والقرى الفلسطينية التي تعرّض أصحابها للطرد. واليوم يتعرّض شعبنا الفلسطيني لمؤامرة جديدة لا تقلّ خطورتها عن النكبة الكبرى، حيث يتعرّض لعدوان شامل وحصار تجويعي خطير بهدف تركيعه لفرض المزيد من التنازلات عليه.. ووتيرة الفتك والتنكيل تتصاعد باستمرار، فالطفولة تُغتال، والمنازل تُهدم والمزارع تُحرق والأقصى يدنّس والقدس يُهوّد... الجرائم البشعة التي ارتكبت في فلسطين ستظل وصمة عار على جبين العرب والإنسانية قاطبة وعلى جبين الدول التي ساهمت في تشريد هذا الشعب الأصيل من أرضه... انّ ذكرى «نكبة» فلسطين عندما تمرّ تزيدنا يقينا بأنّ عمليات الإبادة والتصفية، هي الوسيلة الوحيدة التي يُجيدها الكيان الصهيوني، فرغم مرور احدى وستين سنة لازالت القضيّة الفلسطينية رهينة إفلاس الشرعية الدولية وتلاعب المجتمع الدولي وتخاذل الموقف العربي الرسمي وانقسام الساحة الفلسطينية وتفككها وعودة مشاهد الفوضى والعنف الدموي التي تحوّلت هذه الأيّام إلى اشتباكات مسلحة خطيرة أدّت إلى الإقتتال الفلسطيني الداخلي بين الاخوة وأصحاب القضية الواحدة ممّا أدّى إلى مضاعفة معاناة الشعب الفلسطيني وتفاقم محنته ممّا حوّل نكبتنا إلى نكبات. ونظرا لدقة المرحلة التي تمرّ بها قضيّة العرب الأولى فالمطلوب اليوم الإسراع بالعمل على فك الحصار الجائر والظالم على غزة بفتح جميع المعابر ووقف نزيف الدّم الفلسطيني فورا وإطفاء حريق البيت الفلسطيني الكبير والترفع على الحسابات الحزبية الضيقة التي تهدّد ما خلّفه الإحتلال وتقضي على ما تبقى من الآمال العربية وعلى حلمنا الكبير بإقامة الدولة الفلسطينية الوطنية الديمقراطية والمستقلة. الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بقابس