حذرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" الطبية من أن التلوث البلاستيكي بات يشكل تهديدا متزايدا على الصحة، مشيرة إلى أنه يكلف العالم ما لا يقل عن 1.5 تريليون دولار سنويا فضلا عن تسبب البلاستيك في أمراض ووفيات على مدى حياة الإنسان من الطفولة حتى الشيخوخة، كما اوضحت أن الأشخاص الأكثر ضعفا، وبشكل خاص الأطفال، هم الأكثر تضررا من التلوث البلاستيكي. وفي اطار التوقي من مخاطر تلوث البلاستيك وسعيا للحد من كلفته، دعا اعضاء دول الجنوب وعدد من منظمات المجتمع المدني الى وضع اجراءات عالمية طموحة ونافذة قانونيا لتقليص استخدام البلاستيك. وصدرت هذه الدعوة خلال ندوة صحفية عقدت في ختام في الجزء الثاني للاجتماع الخامس للمفاوضات الدولية الحكومية من أجل الاتحاد المنعقدة من الاجتماع الخامس من 5 الى 14 اوت 2025 بمدينة جنيفسويسرا . ويهدف الاجتماع الى اصدار اول اتفاقية دولية للحد من التلوث بمادة البلاستيك. وجمعت الندوة الصحفية منظمات مجتمع مدني من دول الجنوب من بينها جمعية التربية البيئية للأجيال المقبلة من تونس وغيرها من المنظمات الاخرى. هذا وتقدر الخسائر السنوية الناجمة عن تلوث البلاستيك في تونس بحوالي 60 مليون دينار، وفقًا لتقارير حديثة من الصندوق العالمي للطبيعة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. وتأتي هذه الخسائر من عدة عوامل تشمل التأثير السلبي على الثروة السمكية والسياحة، بالإضافة إلى تكاليف معالجة النفايات البلاستيكية وعدم استغلالها الأمثل، مثل عدم إعادة رسكلة 80% من الأكياس البلاستيكية المستهلكة سنوياً. وتواجه منظومة استعادة وتثمين العبوات البلاستيكية المستعملة "ايكولف" اشكالات التعثر بسبب عدم تفعيل آليات الاسترجاع والتثمين بفعالية. تُنتج تونس أكثر من 2,5 مليون طن من النفايات سنويا، تمثل النفايات البلاستيكية قرابة ال 10% منها، حسب أرقام وزارة البيئة، وينتهي المطاف بقرابة 500 ألف طن من النفايات البلاستيكية في البحر كل سنة، وهو ما يتسبب في أضرار بيئية. وحسب الصندوق العالمي للطبيعة، تعد تونس من أبرز منتجي البلاستيك في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويتم استهلاك ما يقارب من مليار كيس بلاستيكي سنويا قسم مهم منها لا يتم جمعها أو إعادة تدويرها. تعليقات