شدد متخصصون في البيئة، الاربعاء، على ان تونس تحتاج الى تطبيق صارم للتشريعات الدافعة نحو تقليص النفايات البلاستيكية في ظل ارقام تشير الى ان هذه النوعية من المخلفات تشكل 10 بالمائة من نفايات البلاد المقدرة بنحو 5ر2 مليون طن وان 500 الف طن منها تلقي في البيئة البحرية. وأكد الخبراء خلال مداخلاتهم في حلقة من برنامج 90 دقيقة التابع للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات، ان هذه النفايات لا تهدد الحياة البشرية والحيوانية فقط بل تضر بالمحيطات مما يجعل من معالجتها أولوية مستعجلة وان القوانين الحالية في تونس لا تنفذ فعليا ولا تعكس على اي حال المبدأ القانوني الملوث - يدفع والذي يترتب عنه اجبار الملوثين على الدفع مما يدعوهم الى اتخاذ اجراءات وقائية وتقليص حجم النفايات. واعتبروا ان الانتهاء من اعداد خطط وبرامج الحد من النفايات البلاستيكية يبقى رهين تعزيز الوعى بأهمية الملف من قبل حلقة المتدخلين التي تضم المواطن والمنتج والمجتمع والحكومة وغيرها الى جانب تحقيق الاستقرار السياسي في حين يمكن لمزيد توعية الاجيال المقبلة من خلال ادراج التربية البيئية صلب البرامج التعليمية تعزيز القدرات في مجال الحد من التلوث والوصول الى ممارسات بيئية جيدة. ويتطلب الاستثمار في السياسات المحفزة على الحد من التلوث وفق الخبراء ، كذلك، دفع البحث العلمي بما يمكن من ايجاد حلول مجددة تمكن من تقليص كميات النفايات البلاستيكية خاصة وان هذه المواد تمتلك قدرات تدميرية للمنظومات لم يتم كشفها الى حد الآن واستخدام البلاستيك القابل للتحلل الى جانب تغيير اجراءات انتاج هذه المواد عبر ايجاد مواد جديدة وبدائل للبلاستيك وتعد تونس وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة، من أبرز منتجي البلاستيك في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويتم استهلاك ما يقارب مليار كيس بلاستيكي سنويا وتفشل عملية تجميع 80 بالمائة من هذه الاكياس واعادة تدويرها في حين يمكن للتلوث البلاستيكي ان يكبد البلاد خسائر بقرابة ال 60 مليون دينار سنويا، بسبب الانعكاسات المتوقعة على عدة قطاعات حيوية. ويلوث الفرد في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وفق تقرير صادر عن البنك الدولي، المحيطات بمعدل يتجاوز ال 6 كيلوغرامات من النفايات البلاستيكية سنويا في حين يشكل ارتفاع مستويات التلوث البحري والساحلي بالمنطقة تهديداً للاقتصاد الأزرق، والذي يعد من المحفزات الرئيسية للنمو الاقتصادي في المنطقة. وأكد تقرير البنك الدولي أن البحر المتوسط يُعدّ إحدى البؤر الساخنة للتلوث بالنفايات البلاستيكية في العالم، ويُكلّف هذا النوع من التلوث، بلدان المنطقة سنويا معدّل 1% من إجمالي الناتج المحلي. الأخبار