لم يسفر اللقاء غير المسبوق بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، التي عُقدت يوم الجمعة 15 أوت 2025 في أنكوراج (ألاسكا)، عن أي اتفاق ملموس. لكن، وفقًا لتقرير نشره نيويورك تايمز، غادر الرئيس الروسي الولاياتالمتحدة محققًا عدة مكاسب سياسية وعلاقة ميسرة مع نظيره الأمريكي، بينما لا تزال أوكرانيا في حالة ترقب. لا اتفاق، لكن أجواء ودية بعد نحو ثلاث ساعات من النقاشات، غادر ترامب وبوتين القاعة دون إعلان أي تقدم كبير أو جدول زمني للمفاوضات. ورغم أن رئيس الكرملين تحدث عن «اتفاق يمهّد الطريق للسلام في أوكرانيا»، اعترف ترامب بأن عدة نقاط خلافية ما زالت قائمة، دون توضيحها. وألمح الزعيمان إلى أن «تقدمًا معينًا» تحقق، لكنهما لم يقدما تفاصيل حول الملفات التي تم بحثها أو الالتزامات التي تم التعهد بها. بوتين رابح على الصعيد الدبلوماسي بالنسبة لموسكو، يشكل مجرد وصول بوتين إلى الأراضي الأمريكية مرة أخرى، لأول مرة منذ عشر سنوات، انتصارًا رمزيًا. فقد استُقبل بمراسم رسمية شملت مرافقة جوية وسجادة حمراء، كما تنقّل في سيارة «ذا بيست»، الليموزين الرئاسية الأمريكية. ومن المكاسب الأخرى لبوتين أنه غادر اللقاء دون التنازل عن أي مقابل جوهري، بينما أظهر علاقة متساهلة مع ترامب. ومنذ عدة أشهر، كان الرئيس الأمريكي قد ألمح إلى أن الزعيم الروسي يشكل عقبة أمام وقف إطلاق النار. ترامب يستثمر الصورة والخطاب لم يحصل ساكن البيت الأبيض على اختراق دبلوماسي، لكنه استغل اللقاء من أجل: * إعادة شن هجماته ضد التحقيقات حول ما يُزعم من تواطؤ مع روسيا في 2016، واصفًا إياها مرة أخرى بأنها «خدعة». * تلقي الثناء العلني من بوتين، الذي أكد أن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتندلع في فبراير 2022 لو كان ترامب في السلطة. زيلينسكي متفرج غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان بارزًا عن القمة، حيث تابع الحدث من كييف. وقد وعد ترامب بالاتصال به وبقادة الناتو لإطلاعهم على مجريات النقاش، لكنه لم يقدم أي ضمان جديد بشأن الدعم العسكري الأمريكي. ومنذ تولي ترامب الرئاسة، لم تعد أوكرانيا تحظى بالضمانات العسكرية الصارمة التي كانت قائمة في عهد إدارة بايدن، ما يترك البلاد في حرب استنزاف بلا مخرج فوري. نحو لقاء في موسكو؟ وعند سؤاله عن إمكانية عقد اجتماع لاحق في روسيا، رد ترامب بروح الدعابة دون إغلاق الباب، واصفًا الفكرة بأنها «جذابة». وسيشكل مثل هذا اللقاء خطوة رمزية قوية، لكنه أيضًا قد يثير جدلًا على الصعيدين الداخلي والدولي. في غياب نتائج ملموسة، تجسد هذه القمة الأولى بين ترامب وبوتين منذ 2022 حالة الجمود: حوار مستأنف، وبوتين معزز على الساحة الدولية، وأوكرانيا غارقة في صراع دموي دون أفق سلام فوري. تعليقات