خطت الصينوالهند خطوة جديدة في مسار تحسين علاقاتهما الثنائية، عبر الإعلان عن استئناف الرحلات التجارية المباشرة بينهما بعد خمس سنوات من التعليق بسبب جائحة كوفيد-19 والتوترات الحدودية الحادة. وقد أكدت وكالة الأنباء الرسمية الصينية "شينخوا" الخبر يوم الأربعاء. وبحسب وسائل الإعلام الرسمية، فقد اتفقت بكين ونيودلهي على إعادة هذه الصلة الجوية "في أقرب وقت ممكن"، وعلى إتمام اتفاقية جديدة للخدمات الجوية. كما اتفق الجانبان على تسهيل إصدار التأشيرات للسياح ورجال الأعمال والصحفيين وغيرهم من الزوار، في إطار جهود إنعاش التبادل البشري والاقتصادي. سياق متوتر لكن إرادة في التقارب توقفت الرحلات المباشرة في ذروة الأزمة الصحية، لكن أيضًا على خلفية التوترات العسكرية. ففي جوان 2020، شهدت الحدود الممتدة على 3.500 كيلومتر في جبال الهيمالايا مواجهات دامية بين الجنود الهنود والصينيين، ما شكّل تدهورًا غير مسبوق في العلاقات. ومنذ ذلك الحين، ساهمت عدة حوادث أخرى في تعميق حالة الريبة بين القوتين الآسيويتين. غير أن أولى خطوات التهدئة جاءت في أكتوبر 2024، عندما التقى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالرئيس الصيني شي جين بينغ في روسيا، بعد خمس سنوات من القطيعة الدبلوماسية المباشرة. وجاءت زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الهند هذا الأسبوع لتعزيز مسار التقارب. نحو إنعاش التبادل الاقتصادي قبل الجائحة، كان نحو 500 رحلة مباشرة شهريًا تربط الصينبالهند، واستئنافها اليوم يُتوقع أن يكون له أثر كبير على حركة السياحة والتجارة. كما يسعى البلدان، اللذان يواجهان بدورهما الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى تنويع شراكاتهما وتعزيز التبادل الثنائي. إلى جانب ملف الرحلات، اتفقت بكين ونيودلهي على إعادة فتح ثلاثة أسواق حدودية، والحفاظ على "السلام والهدوء" في المناطق المتنازع عليها، وفتح باب مفاوضات جديدة حول ترسيم الحدود. ومن المنتظر أن يتوجّه ناريندرا مودي إلى الصين في نهاية أوت للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون (OCS)، في أول زيارة رسمية له إلى بكين منذ 2018، ما سيؤكد رغبة العملاقين الآسيويين في طي صفحة التوترات وإعادة إطلاق الحوار والتبادلات. تعليقات