بعد خمس سنوات من الانقطاع وفي ظل منافسة استراتيجية متصاعدة، تستعد الصينوالهند لإحياء قناة رمزية من التعاون. فقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، السبت، أن وزير الخارجية وانغ يي سيزور الهند بين 18 و20 أوت لمناقشة استئناف التجارة الحدودية بين البلدين. تتزامن زيارة وانغ يي مع الاجتماع الرابع والعشرين للممثلين الخاصين حول قضية الحدود الصينية–الهندية. وبحسب بيان رسمي، سيلتقي وانغ بمستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، قبل أن يجري محادثات مع نظيره سوبراهمانيام جايشانكار، وذلك بعد شهر واحد فقط من لقائهما الأخير في بكين. تجارة محدودة تاريخياً وتوترات حدودية مستمرة رغم أنها كانت محدودة من حيث الحجم، فقد توقفت التجارة عبر الممرات الجبلية في أعالي الهيمالايا عام 2020 إثر مواجهة عسكرية عنيفة أودت بحياة ما لا يقل عن 20 جندياً هندياً و4 جنود صينيين. وتبقى الحدود المشتركة، الممتدة على طول 3,500 كيلومتر، محل نزاع في عدة مناطق، ما يجعلها مصدراً دائماً للتوتر والحوادث. إحياء هذه المبادلات لا يحمل بعداً اقتصادياً فحسب، بل يشكل أيضاً إشارة سياسية في سياق سعي بكين ونيودلهي إلى تخفيف خلافاتهما، مع تأكيد مكانتهما في جنوب آسيا. ظرف دولي مشجع على التقارب لطالما تنافست القوتان على النفوذ الإقليمي، لكنهما تواجهان اليوم اضطرابات تجارية ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية. وفي مواجهة هذه الضغوط الخارجية، يبدو أن بكين ونيودلهي تراهنان على حوار براغماتي. ويأتي هذا التطور في إطار سلسلة من الخطوات الرامية إلى تطبيع العلاقات الثنائية، مثل استئناف الرحلات الجوية المباشرة، إعادة العمل بمنح التأشيرات السياحية، والآن إطلاق محادثات بشأن إعادة فتح الطرق التجارية الحدودية. زيارة وانغ يي إلى الهند قد تشكل، إذاً، مرحلة جديدة في مسار الانفراج الدبلوماسي بين العملاقين الآسيويين، رغم أن الخلافات الحدودية والاستراتيجية ما تزال بعيدة عن الحل. تعليقات