اختتمت الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، التي انتظمت بين 19 جويلية و21 أوت 2025، من خلال حفل أحيتْه مساء الخميس على ركح المسرح الأثري بقرطاج. وبعد 27 عامًا من أول مشاركة لها سنة 1998، أصبحت أحلام أول فنانة خليجية تغني على هذا المسرح مرتين يفصل بينهما ما يقارب ثلاثة عقود. رحلة موسيقية ثرية ومتنوعة على مدى 150 دقيقة، قدّمت أحلام باقة فنية قاربت 30 أغنية، مزجت فيها بين الطرب الخليجي الكلاسيكي والإيقاعات الراقصة المعاصرة، مع المحافظة على تنوع الألوان الموسيقية. ومن بين الأغاني التي تفاعل معها الجمهور: «ما يصح إلا الصحيح»، «أحتاجك أنا»، «قول عني ما تقول»، «مثير»، «عايش حياتك»، «يلازمني خيالك» و«أنا ربي بلاني فيك بلوة». كما أدّت أغنية «ما صار يعجب مقياس» للفنان التونسي زياد غرسة، وهي الأغنية نفسها التي قدّمتها في مشاركتها الأولى بالمهرجان سنة 1998، والتي اختارها لها الإعلامي الراحل نجيب الخطاب، لما لها من صدى واسع لدى الجمهور التونسي. ارتباط وجداني بتونس خلال الندوة الصحفية التي انعقدت مساء 20 أوت، أوضحت أحلام أن مشاركتها في هذه الدورة جاءت بطلب شخصي منها، وقد استجابت إدارة المهرجان لهذا الطلب ووفّرت لها الظروف الفنية والتنظيمية الملائمة. وأكدت الفنانة الإماراتية أن حضورها في تونس يحمل طابعا وجدانيًا خاصًا، معتبرة أنها بلدها الثاني، وأنها تسعى لأن تكون بمثابة سفيرة فنية لدولة الإمارات، تعكس من خلال فنّها عمق العلاقات الثقافية بين البلدين. كما أعلنت عن نيتها إقامة جولة فنية تشمل عدة مدن تونسية من بينها سوسة والحمامات، وأبدت رغبتها في تنظيم حفلات داخلية خلال الفترة القادمة. مشاريع فنية جديدة على الصعيد الفني، كشفت أحلام عن انتهائها من تسجيل ألبوم باللهجة العراقية، إلى جانب عملها على ألبومين آخرين باللهجتين المصرية والمغربية. كما أعلنت عن نيتها إنتاج ألبوم باللهجة التونسية في المستقبل، مبرزة أن احترام خصوصية الجمهور العربي يقتضي مخاطبته بلغته ولهجته. وعبّرت عن إعجابها الكبير بالأغنية التونسية، مخصّصة بالذكر أسماء بارزة مثل صابر الرباعي الذي سبق أن جمعتها به تجربة ديو غنائي، إضافة إلى لطيفة العرفاوي ولطفي بوشناق وصوفية صادق. «قرطاج منصة شرف» وفي تقييمها لمسيرتها، شدّدت أحلام على أن جودة الكلمة واللحن عنصران أساسيان لاستمرارية الفنان ونجاحه، مؤكدة أن الاسم وحده لا يكفي. وذكّرت بتعاونها مع كبار شعراء الخليج على غرار الأمير عبد الرحمان بن مساعد وبدر بن عبد المحسن وخالد الفيصل. وفي ختام حديثها، اعتبرت مشاركتها في مهرجان قرطاج الدولي محطة مفصلية في مسيرتها الفنية والشخصية، مؤكدة أن الوقوف على ركح قرطاج يُعدّ «منصة شرف» لكل فنان عربي، لما يتمتع به هذا الفضاء من رمزية ثقافية وفنية راسخة في العالم العربي. تعليقات