كشفت تقارير استخباراتية تركية عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بين تركيا وإسرائيل، في وقت كثّفت فيه أنقرة استعداداتها على المستويين العسكري والأمني لمواجهة أي تطورات غير متوقعة في المنطقة. التقرير، الذي أعدّته أكاديمية الاستخبارات التركية، استند إلى دراسة معمّقة لحرب ال12 يوما بين إسرائيل وإيران، وخلص إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تحسّباً لأي صدام محتمل مع تل أبيب. ومن بين أبرز هذه التوصيات: بناء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات، تقوية الجبهة الداخلية، وإنشاء ملاجئ متطورة مضادة للتهديدات النووية. في هذا السياق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسلّم الجيش التركي منظومة "القبة الفولاذية" التي طورتها شركة أسيلسان وتتكوّن من 47 مركبة دفاع جوي بلغت قيمتها نحو نصف مليار دولار. وأكد أردوغان أن التجارب الأخيرة في محيط تركيا أبرزت أهمية أنظمة الدفاع الجوي والرادارات في حماية البلاد. إلى جانب ذلك، كشفت شركة روكستان عن صاروخها الفرط صوتي "طيفون بلوك 4"، الذي وُصف بأنه سيكون من أبرز عناصر الردع في المعارك المستقبلية. كما نجحت أنقرة في إبرام صفقة شراء 40 طائرة "يوروفايتر" من ألمانيا لتعزيز قدراتها الجوية، بعد حرمانها من طائرات F-35 الأمريكية. وعلى صعيد حماية المدنيين، أوكلت الحكومة إلى شركة توكي الحكومية مهمة بناء ملاجئ حديثة مقاومة للتهديدات النووية، على أن تُنشأ تدريجياً في مختلف الولايات التركية، بدءاً بالمدن الكبرى. أما داخلياً، فقد أولت أنقرة أهمية كبرى لتأمين الجبهة الداخلية، حيث نجحت في جويلية الماضي في نزع سلاح حزب العمال الكردستاني بقرار من زعيمه عبد الله أوجلان، ما اعتُبر خطوة كبيرة نحو القضاء على أحد أقدم التحديات الأمنية. كما واصلت السلطات حملتها ضد تنظيم فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب عام 2016، عبر اعتقالات بارزة في قطاع الصناعات الدفاعية. وتسعى تركيا من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وإلى ترسيخ موقعها كلاعب محوري في التوازنات الإقليمية والدولية، في وقت يقترب فيه ناتجها المحلي من 1.3 تريليون دولار، مع هدف معلن بالانضمام إلى قائمة أقوى عشر اقتصادات في العالم. تعليقات