بعد كل ما حصل من جرائم حرب ضد الإنسانية، وما جرى من إبادة عرقية وجسدية ضد إخوة لنا في الأراضي الفلسطينية وخاصة في غزة الأبية، من طرف عصابات الإجرام الصهيونية ضد مدنيين عُزّل أبرياء يُجوّعون يوميًا ويُنكَّل بهم بطرق وحشية وعنصرية لم يشهد لها التاريخ مثيلًا. والغريب أن المنظمات التي تدّعي حماية حقوق الإنسان والدفاع عن المبادئ السامية وحق الشعوب في العيش بسلام وأمان، تتقمّص دور "شاهد ما شافش حاجة"، بل إنّ منهم من يتعاون ويتواصل مع مجرمي الحرب، وكأنّ أرواح الفلسطينيين مستباحة، ولا يهم قتل أكثر من خمسين ألفًا جلّهم أطفال ومسنّون، وعشرات الآلاف بين مفقودين تحت ركام منازلهم وجرحى يعانون من فقدان الدواء والعناية الطبية المطلوبة، بعد أن تم قصف المستشفيات بالكامل. وتبقى الجمعيات الطبية والإنسانية صامتة، وكأنها راضية عمّا حصل من جرائم غير مسبوقة. فلماذا لا يتم تصنيف ما جرى في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى، وفي اليمن ولبنان وسوريا، كمحارق عنصرية أبشع مما ارتكبه الألمان من محرقة نازية أيام الحرب العالمية الثانية، وما زال اليهود في كل أنحاء العالم يندّدون بتلك الجرائم بعد أكثر من سبعة عقود؟ فهل حان الوقت لتلبية نداءات أحرار العالم في كل أصقاع المعمورة، والتشهير والتنديد بالجرائم الصهيونية بكل الوسائل المتاحة، حتى في الدول العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها؟ لا مجال لاستمرار الإبادة الجسدية ضد الفلسطينيين بشكل يومي في غزة الأبية، وقصف خيام الأبرياء، واستهداف الباحثين عن لقمة العيش وقليل من الدقيق لسدّ الرمق. لا حول ولا قوة إلا بالله، والله أكبر، ولا بدّ لليل أن ينجلي، ولا بدّ للقيد أن ينكسر، وحسبنا الله ونعم الوكيل. وللحديث بقية. تعليقات