تحولت المواجهة التي جمعت بين إيطاليا وإسرائيل، يوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 في المجر، ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال 2026 (المجموعة التاسعة)، من مجرد لقاء رياضي إلى منبر للتضامن السياسي. فمع نهاية المباراة، اندلع شجار حاد بين المدرب الإيطالي جينارو غاتوزو و عدد من اللاعبين الإسرائيليين. فبينما كان غاتوزو يحاول تهدئة لاعبيه بعد صافرة النهاية، فقد أعصابه إثر تصريحات اعتُبرت مسيئة صدرت من المعسكر الإسرائيلي. و قد التقطت الكاميرات رد فعله و هو يصرخ في وجه أحدهم قائلاً : «اصمت، أغلق فمك!»، و هي لقطات انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي. الحادثة جاءت امتداداً لمواقف المدرب الإيطالي الذي كان قد صرّح قبل المباراة بشأن الحرب في غزة قائلاً : «أنا رجل سلام. ما يحدث للمدنيين و الأطفال لا يُحتمل. نحن فقط غير محظوظين بوجود إسرائيل في مجموعتنا، لكننا لا نستطيع تغيير ذلك. ما نراه مؤلم للغاية». التضامن الإيطالي لم يقتصر على المنطقة الفنية، بل امتد إلى المدرجات حيث عبّر المشجعون عن رفضهم عبر عدة رسائل رمزية : إدارة ظهورهم خلال النشيد الإسرائيلي، رفع لافتات كتب عليها «Stop» بالإنقليزية، في أجواء مشحونة بالاستنكار. هذا الحراك أعاد إلى الأذهان سابقة مشابهة في سبتمبر الماضي، خلال مباراة في دوري الأمم الأوروبية، حين عبّر ال«تيفوزي» أيضاً عن اعتراضهم بطريقة لافتة. في موازاة ذلك، تكاثرت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة باستبعاد إسرائيل من المنافسات الأوروبية، على غرار العقوبات المفروضة على روسيا. و قد لاقت مواقف الجماهير و سلوك غاتوزو إشادة واسعة من رواد الشبكات، إذ اعتبر بعضهم أن «إيطاليا أصبحت صوت الضمير في أوروبا»، فيما شدّد آخرون على أن «الملاعب لم تعد قادرة على تجاهل الدم المسفوك في غزة». و رغم أن طبع غاتوزو الناري ليس أمراً جديداً، إلا أن سلوكه فُهم هذه المرة كمسعى لفرض خط صارم في مواجهة الاستفزازات، مع التعبير في الآن ذاته عن رفضه للعنف القائم. و بالنسبة للكثيرين، سيظل هذا اللقاء حدثاً بارزاً حيث تحوّل فيه كرة القدم، بما يتجاوز الأهداف و النتائج، إلى مساحة للمقاومة الرمزية و التضامن مع الشعب الفلسطيني. تعليقات