ترتبط السياحة البيولوجية بالسياحة الخضراء وهي واحدة من أشكال السياحة المستدامة، التي ترتكز أكثر على اكتشاف الطبيعة كالمنظومات الإيكولوجية، ولكن أيضا المنظومات الفلاحية والسياحة الريفية وكذلك البيئة الحضرية بما يشمل الحدائق البيئية، والمحميات الطبيعية الحضرية وغيرها. وتشمل السياحة البيولوجية جميع الأنشطة السياحية التي تمارس في البيئة الطبيعية وهو مبدأ السياحة المستدامة التي تندرج ضمن مبادئ احترام البيئة والمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي. وإلى جانب السياحة الخضراء، تركز السياحة البيولوجية بشكل أكبر على اكتشاف البيئة. وقد ظهر مصطلح السياحة البيولوجية منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وهو مصطلح حديث نسبياً حيث جاء ليعبّر عن نوع جديد من النشاط السياحي الصديق للبيئة، الذي يمارسه الإنسان، محافظاً على الميراث الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها، ويمارس فيها نشاطه وحياته، وهو في هذه الممارسة ليس له الحرية المطلقة، بل هو مسئول ايضا على ما يفعله. في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الفلاحة البيولوجية في أفق 2030، والتي تهدف بالأساس إلى جعل السياحة الفلاحية المرتبطة بالفلاحة البيولوجية رافعة استراتيجية للاقتصاد الدائري لفائدة الفلاحين وذلك من خلال تثمين الممارسات المستدامة والمعارف المحلية، أشرف يوم امس الثّلاثاء 16سبتمبر 2025 بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، حمّادي الحبيب كاتب الدّولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائيّة والصّيد البحري على فعاليات الاحتفال بتخرج الدفعة الأولى من المستشارين البيئيين الريفيين المختصين في مرافقة مشاريع السياحة الفلاحية، وذلك بحضور "فرنسوا ديمون" سفير مملكة بلجيكا بتونس، و ورجاء السّفياني المندوبة العامّة لوالوني – بروكسل بتونس وذلك بحضور ممثّلي الإدارة العامّة للفلاحة البيولوجيّة والديوان الوطني للسياحة. وثمّن كاتب الدولة مشروع "بيوتاد" القائم على التّعاون الوثيق بين الفاعلين المحليين والدّوليين التي تجمعهم رؤية مشتركة في التنمية المستدامة وتثمين المناطق الريفيّة التونسيّة، مبيّنا أنّ هذا المشروع يهدف إلى تطوير قطاع السّياحة البيولوجيّة المستدامة والعادلة لفائدة الجهات التّونسيّة ومتساكنيها من ناحية والى خلق قيمة مضافة اقتصاديّة واجتماعيّة وبيئيّة لسكان المناطق الحيويّة من خلال تعزيز السّياحة الفلاحيّة البيولوجيّة المستدامة والعادلة من ناحية ثانية. كما أكّد أنّ هذا المشروع هو نموذج يجمع بين الحفاظ على الموارد والتنميّة المحلّية والانفتاح على أسواق سياحيّة وفلاحيّة جديدة ويساهم في دعم ميزان التجارة الغذائيّة وفي مواجهة تحدي التنميّة الفلاحيّة وحلاّ للتخفيف من آثار التغيرات المناخيّة وبالتالي يشكّل رافعة مبتكرة لتعزيز الاقتصاد الإقليمي والوطني. وقد تحصّل ستة وعشرون مستشارًا بيئيًا ريفيا، يمثلون المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية والمندوبيات الجهوية للسياحة، على شهاداتهم بعد متابعة دورة تكوينية شملت عشر حصص تدريبية، وذلك في إطار مشروع "بيوتاد" الذي يهدف إلى دعم وتعزيز مبادرات الاستقبال في المزارع ضمن المشاريع السياحية الفلاحية. ويندرج مشروع تطوير قطاع السياحة البيولوجية المستدامة والعادلة لفائدة الجهات التونسية ومتساكنيها "بيوتاد" في إطار اتفاق تحويل جزء من الديون التونسية لدى بلجيكيا إلى مشاريع تنموية والتعاون الثنائي مع الوالوني بروكسال ويتم تنفيذه من قبل الإدارة العامة للفلاحة البيولوجية التابعة لوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، وذلك بدعم من ائتلاف البلجيكي كشريك فني ومؤسساتي يقدّم خبرته في مجال التكوين وتحفيز مختلف الأطراف المعنية. تعليقات