خصصت نشرة اليقظة للمرصد الوطني للفلاحة في عددها الأخير حيزًا للحملة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي (مارس – جوان 2025)، والتي شملت ست ولايات في الجنوب: تطاوين، مدنين، قبلي، توزر، قابس و سيدي بوزيد. ووفقًا للإدارة العامة للصحة النباتية و الفلاحية، فقد امتدت عمليات المكافحة على مساحة إجمالية تفوق 20.800 هكتار، من بينها حوالي 5.770 هكتار تمّت معالجتها جوًا. وقد أظهرت المعطيات أن التدخلات تركزت بشكل لافت في ولايات قبليوتطاوينومدنين، باعتبارها الأكثر تضررًا من موجات الإصابة. واستهدفت المعالجات مختلف أطوار الجراد، من الحشرات الكاملة المجنّحة إلى اليرقات. وبعد ثلاثة أشهر من الجهود، نجحت الحملة في احتواء توسع الغزو وتقليص مخاطر الخسائر الزراعية الكبيرة بشكل ملموس. منذ النصف الثاني من جوان، ساهم جفاف التربة واختفاء الغطاء النباتي في الجنوب التونسي في دفع المجموعات المتبقية من الجراد نحو مناطق التكاثر الصيفي في الساحل الإفريقي (مالي، النيجر، تشاد). وأكدت الإدارة العامة للصحة النباتية أن "الظروف المناخية المسجلة في تلك المناطق تنذر بإمكانية حدوث دورة تكاثر جديدة، ما قد يفتح الباب أمام عودة الجراد في خريف 2025". وأضافت: "أمام هذا التهديد المتواصل، تواصل وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري استعداداتها على مستوى اليقظة والرصد والتخطيط اللوجستي، بما يضمن سرعة التدخل وتنسيق الجهود في حال تسجيل غزو جديد". تعليقات