شهدت مدينة لاهاي توترات يوم السبت خلال مسيرة مناهضة للهجرة. وتدخلت الشرطة الهولندية لتفريق مجموعات معادية، مستخدمة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه بعد وقوع اشتباكات على طول المسار المعلن. وأسفرت العملية عن توقيف نحو ثلاثين شخصاً. ووفقاً للسلطات، جاء التدخل نتيجة تكرار الحوادث على طول الموكب، حيث حاولت مجموعات محدودة افتعال المواجهات، ما أدى إلى تحركات جماعية وإلقاء مقذوفات. ولإعادة حركة المرور وتجنب احتجاز المحتشدين في الشوارع المجاورة، قامت وحدات مكافحة الشغب بفتح ممرات للتفريق، مدعومة بمركبات مزودة برشاشات مياه. وجذبت المسيرة، التي أعلن عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشاركين من خلفيات متنوعة. وعلى الرغم من أن جزءاً من الموكب بقي سلمياً، إلا أن تجمعات أكثر اضطراباً حولت نهاية فترة ما بعد الظهر إلى مواجهات. وأكدت الشرطة، التي نشرت انتشاراً وقائياً في وسط لاهاي، أنها فضلت إصدار التحذيرات والإشراف على المسيرة قبل اللجوء إلى وسائل التفريق. وفي وقت مبكر من المساء، تم استعادة النظام تدريجياً وإعادة فتح الطرق الرئيسية. ومن المقرر استجواب الأشخاص الموقوفين بشأن وقائع تتراوح بين إحداث اضطراب للنظام العام ورفض الامتثال، وفقاً للمعطيات الأولية. وأشارت السلطات المحلية إلى أنه سيتم لاحقاً الإعلان عن تقرير مفصل يشمل العدد الدقيق للموقوفين وأي أضرار محتملة. وبعيداً عن هذا الحدث، يسلط الموقف الضوء على مناخ شديد الاستقطاب حول قضية الهجرة في هولندا، حيث تتقاطع بشكل متكرر حرية التظاهر مع الأمن العام. وفي لاهاي كما في بقية أنحاء أوروبا، تبقى المعادلة نفسها: السماح بالتعبير عن الآراء مع منع الانزلاقات وحماية السكان المحليين. تعليقات