تشهد الدورة السادسة والثلاثون من مهرجان الفيلم العربي بفاميك – فرنسا، التي تُقام من 2 إلى 12 أكتوبر 2025، مشاركة تونسية هامة ضمن مختلف المسابقات الرسمية، ما يعكس الحضور المتواصل للسينما التونسية على الساحة الدولية. أعمال وثائقية وروائية في قلب المنافسة في مسابقة الأفلام الوثائقية، يشارك فيلما "شهيلي" لحبيب العايب و"وين صرنا" لدرة زروق ضمن قائمة تضم ستة أعمال، حيث يخوضان المنافسة على جائزة أفضل فيلم وثائقي. أما في فئة الأفلام الروائية الطويلة، فيتنافس فيلم "قنطرة" لوليد مطار وفيلم "سماء بلا أرض" لأريج السحيري على جائزة لجنة التحكيم للشباب، ضمن أربعة أفلام مختارة. حضور متعدد في مختلف الجوائز يحضر فيلم "سماء بلا أرض" أيضًا في مسابقة جائزة الصحافة، إلى جانب فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي، الذي حازت بطلته نادية ميليتي جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي 2025. كما يشارك فيلم "الملكة الأم" لمنال العبيدي ضمن مسابقة جائزة الجمهور. سينمائيون تونسيون في لجان التحكيم يتواجد الممثل التونسي مجد مستورة ضمن لجنة تحكيم الجائزة الكبرى للأفلام الروائية الطويلة، فيما يحضر المخرج حبيب العايب كضيف للمهرجان، ليعزز بذلك الحضور التونسي في الفعاليات. قضايا إنسانية وبيئية في قلب السينما التونسية يروي فيلم "وين صرنا"، وهو أول تجربة إخراجية للممثلة درة زروق، قصة الفلسطينية نادين التي نزحت إلى مصر مع طفليها هربًا من الحرب في غزة، مسلطًا الضوء على معاناة إنسانية عميقة. أما فيلم "شهيلي" فيتناول قضية التغيرات المناخية وتداعياتها على الأفراد والمجتمعات، ليواصل المخرج حبيب العايب اهتمامه بالقضايا الإيكولوجية بعد أعمال سابقة مثل "كسكسي حبوب الكرامة". ويحمل فيلم "قنطرة" لوليد مطار بعدًا دراميًا مشوّقًا من خلال قصة ثلاثة شبان يكتشفون صدفة كمية من المخدرات في البحر، ما يفتح أمامهم صراعًا بين الطموح والمصير. بينما يطرح فيلم "سماء بلا أرض" أسئلة حول التضامن والهشاشة الإنسانية عبر قصة مجموعة من النساء في تونس، وقد سبق عرضه في مهرجان كان 2025. تقليد ثابت لمشاركة تونسية اعتاد مهرجان الفيلم العربي بفاميك على استضافة أعمال تونسية بارزة، حيث حصد فيلم "الذراري الحمر" للطفي عاشور جائزة الصحافة في دورة 2024. ومنذ تأسيس المهرجان عام 1990، ظلّت السينما التونسية حاضرة بانتظام، وكان آخر تكريم رسمي لها سنة 2015 عندما كانت ضيفة شرف الدورة 26. تعليقات