لم يتبق سوى بضعة أشهر على انطلاق كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية، غير أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يواجه سيلًا من الانتقادات المتزايدة بسبب تأثيره البيئي الكارثي. وبحسب تقرير بعنوان «النقطة العمياء لمناخ الفيفا: كأس العالم في ظل الاحتباس الحراري» الصادر عن منظمة Scientists for Global Responsibility، فإن هذه البطولة ستتسبب في انبعاث ما لا يقل عن 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو رقم قياسي غير مسبوق. أزمة مصداقية للفيفا تُطرح التساؤلات بقوة حول مصداقية الفيفا، إذ تعود هذه البصمة الكربونية الضخمة أساسًا إلى زيادة عدد المنتخبات المشاركة وما يترتب عليها من رحلات جوية مكثفة للاعبين والأطقم الفنية والجماهير. فعلى سبيل المثال، عانى المواطنون المكسيكيون وسكان محيط ملعب أزتيكا من تدمير غابات بمساحة 5 آلاف متر مربع، وتهديد موارد المياه، إضافة إلى تجاهل كامل لحقوقهم الدستورية. بين تجاهل البيئة ومطاردة الأرباح وكما هم على دراية بما يجري في غزة، فإن جياني إنفانتينو ودونالد ترامب يدركان جيدًا خطورة هذا الأثر البيئي الكارثي وما ينطوي عليه من ظلم اجتماعي. غير أن الصورة التي تُعزز مرة بعد مرة هي لفيفا تُعطي الأولوية للأرباح والرعاة التجاريين على حساب الشعوب والكوكب. تعليقات