انطلقت اليوم السبت بالعاصمة أشغال المؤتمر العلمي لجمعية التكوين المستمر للأطباء ببن عروس، في دورته الجديدة التي تتواصل إلى يوم غد الأحد، بمشاركة أطباء عامين وأطباء عائلة وأطباء أسنان وصيادلة من مختلف ولايات الجمهورية. محاور المؤتمر تضمن البرنامج العلمي جملة من المواضيع المرتبطة بمستجدات الطب العام، أبرزها ترشيد استهلاك المضادات الحيوية، والطب الوقائي، وأهمية التلقيح ضد النزلة الموسمية خاصة لدى كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، إلى جانب الصحة النفسية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين. كما تناول المؤتمر التعفنات التنفسية والفموية وصحة الأسنان، وأحدث المستجدات بشأن السيجارة الإلكترونية والمكملات الغذائية، فضلا عن طرق التكفل بالأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم واضطراب شحميات الدم. تصريحات المشاركين في تصريح ل(وات)، أكدت الدكتورة هالة عنتيت، رئيسة الجمعية، أن المؤتمر يمثل "فرصة علمية قيّمة لتجديد معارف الأطباء بما يتماشى مع التطورات السريعة للطب الحديث"، مشيرة إلى أن تونس تسجل نسبا مرتفعة من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية، ما يخلق إشكالا متزايدا في مقاومة البكتيريا لها. ودعت إلى تغيير العقليات لدى الأطباء والمرضى على حد سواء، مؤكدة أن مسؤولية الطبيب تكمن أيضا في توعية المريض بعدم جدوى وصف هذه الأدوية في الحالات الفيروسية. من جهته، اعتبر الطبيب العام فرحات زهمول أن هذه التظاهرة العلمية تتيح للأطباء فرصة الاطلاع على أحدث المستجدات العلاجية والوقائية، وتعزز تبادل الخبرات العملية بينهم، مشددا على أهمية الورشات الخاصة بالصحة النفسية في تمكين الأطباء من لعب دور محوري في الكشف المبكر عن الاضطرابات النفسية وتقديم دعم أولي للمرضى قبل إحالتهم إلى الاختصاصيين. أنشطة موازية وعلى هامش المؤتمر، انتظم معرض ضم عددا من المخابر الدوائية وشركات المعدات الطبية، مكّن المشاركين من الاطلاع على أحدث الابتكارات في مجالات الأدوية والتجهيزات الطبية.