عاجل-جندوبة: العثور على جثة المرأة التي جرفتها السيول    سيدي بوزيد: ارتفاع تقديرات صابة الزيتون إلى 500 ألف طن    أداء إيجابي لقطاع الجلود والأحذية في تونس سنة 2024    نتنياهو لترامب: "أنت افضل صديق حظيت به إسرائيل"..    عاجل/ دخل حيز التنفيذ: اجراء جديد للدخول والخروج من الاتحاد الأوروبي..    تونس يمثلها 4 مصارعين في المونديال تحت 23 سنة!    الرابطة المحترفة الثانية: اتحاد بوسالم يفك الارتباط مع المدرب بديع الزواغي    مهرجان الرمان بتستور يعود في دورته التاسعة..وهذا هو التاريخ    40 استاذا وباحثا يشاركون في ندوة علمية حول الخصائص التاريخية والجغرافية والتراثية والاجتماعية لمدينة المكنين    تظاهرة بيئية بموقع حنايا باردو في اطار حملة النظافة الوطنية التي أطلقتها وكالة احياء التراث    عرض فني بعنوان "أحبك ياوطني" بالمعهد العمومي للموسيقى والرقص ببنزرت    اطلاق حملة وطنية تحسيسية لتعزيز الوعي بمخاطر التبغ تحت شعار 'رياضة بلا تدخين'    عاجل/ قد يسبب الأمراض السرطانية: تحذير من هذا المنتوج الذي يأكله اغلب التونسيين..    العثور على جثة المرأة التي جرفتها السيول في بوسالم    حملة أمنية لحماس على "عصابة" في غزة.. الحصيلة 32 قتيلا    وزارة الفلاحة: يتم العمل على مراجعة قرار وزاري حول تنظيم صيد التن الأحمر وتسمينه    وصول أولى حافلات الأسرى الفلسطينيين المحررين إلى رام الله    عاجل/ القضاء يحسمها..وهذا ما قرره في حق هذا الوزير السابق..    عجز تونس التجاري يتعمّق إلى 16،728 مليار دينار موفى سبتمبر 2025    هام/ المركز الفني لصناعة الخشب والتأثيث ينتدب..    جريمة مروعة: تنهي حياة زوجها أثناء نومه وتحرق جثته..!    بطولة اولبيا الايطالية للتنس: معز الشرقي يستهل مشواره بملاقاة المصنف 291 عالميا    هدم منشآت تابعة لنادي كرة التنس بصيادة.. يثير جدلا في أوساط الشباب والمجتمع المدني    بطولة كرة اليد: نتائج منافسات الجولة التاسعة ذهابا.. والترتيب    كل شيء يلزمك تعرفو باش تشري سيارة شعبية... شوف الشروط والوثائق المطلوبة    عاجل: تحذير علمي...الشاشات تُضعف قدرات طفلك في القراءة والرياضيات    عاجل/ السجن 10 سنوات لفتاتين تخصصتا في ترويج المخدرات بالملاهي الليلية    عاجل/ أول تصريح لترامب بعد وصوله الى تل أبيب..    تونس: تحسن احتياطي العملة إلى 105 أيام توريد    كيفاش تاخو جراية التقاعد المبكر للمرأة أمّ لثلاثة صغار!    الجزائر 2026: توازن هش بين العجز، الجيش، والتنويع الاقتصادي    عاجل/ فاجعة قابس: عضو بالمجلس المحلي يفجرها ويكشف مخلفات الانبعاثات الكمياوية على الأطفال المتضررين..    عماد جاء بالله يعوض الحبيب بن رمضان على راس الجهاز الفني لامل حمام سوسة    ردّ بالك: إذا ما بدلتش الحاجات هذه ديما.. صحتك في خطر!    قبل ما ''تطبخ'' حاجة: تعرف على إيجابيات وسلبيات كل نوع من أواني الكوجينة    اليوم: أمطار ضعيفة ومتفرقة في البلايص هذه..شوف وين    سيدي بوزيد: وفاة 3 أشخاص في اصطدام بين سيارتين ودراجة نارية    عاجل: هدوء حذر في قابس بعد موجة الاحتجاجات...والأهالي ينتظرون تحرّك الدولة    اليوم نسور قرطاج في موعد جديد: تونس تواجه ناميبيا وهذه التشكيلة المحتملة    عاجل: عودة البطولة التونسية في هذا الموعد..ماتشوات قوية تستنا    كيفاش يؤثر فص الثوم في الصباح على جسمك؟    مواعيد مباريات اليوم الاثنين 13 أكتوبر والقنوات الناقلة    جيش الاحتلال يُعلن تسلم 7 رهائن أفرجت عنهم حماس (صورة)    "كتائب القسام" تصدر بيانا تزامنا مع انطلاق عملية تسليم الأسرى    القيروان : إيقاف شخصين على متن سيارة أجرة بحوزتهما 5 صفائح زطلة'    رسائل القرّاء ...أصهاري منعوني من زوجتي وابنتي منذ شهر جويلية بالقوّة .. فمن ينصفني؟    أولا وأخيرا .. صالح لحرش وثورة الصك والحك    في قلب العاصمة تونس: مئات البنايات متداعية والآلاف في خطر!    في «أكتوبر الموسيقي» بسوسة: حسين بن ميلود لأول مرّة وغازي العيادي يعود بقوّة    كيفاش باش يكون طقس الليلة؟    تونس تتصدر: السياح الصينيين اختاروها الأفضل والأكثر أمان    ديان كيتون ترحل... النجمة اللي عرفناها في العرّاب وآني هول    نابل: وزير الفلاحة يعاين أضرار الحشرة القرمزية ويُتابع إجراءات مكافحتها ببوعرقوب    أولا وأخيرا .. البحث عن مزرعة للحياة    الزواج بلاش ولي أمر.. باطل أو صحيح؟ فتوى من الأزهر تكشف السّر    وقت سورة الكهف المثالي يوم الجمعة.. تعرف عليه وتضاعف الأجر!    يوم الجمعة وبركة الدعاء: أفضل الأوقات للاستجابة    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وضع حرج في المغرب: قتيلان قرب أكادير ومئات الإيقافات
نشر في تونس الرقمية يوم 29 - 09 - 2025

خلال 24 ساعة فقط، شهدت موجة الاحتجاجات التي يقودها شباب مغاربة صغار السن منعطفًا خطيرًا: فقد قُتل شخصان في القليعة قرب أكادير، فيما أعلنت السلطات عن مئات الإيقافات والجرحى، في وقت تم فيه اختراق شاشات العدّ التنازلي الرسمية لكأس أمم إفريقيا 2025 لعرض شعار اجتماعي.
عودة مفصلة إلى حصيلة الأحداث، الأرقام والرهانات:الحصيلة البشرية والأمنية
أكدت السلطات مقتل شخصين في القليعة (قرب أكادير) إثر إطلاق نار من قوات الأمن التي قالت إنها أحبطت محاولة للاستيلاء على أسلحة داخل مركز أمني.
ووفق وزارة الداخلية، فقد أُصيب 263 عنصرًا من قوات الأمن و23 مدنيًا منذ بداية الاضطرابات. كما جرى إيقاف 409 أشخاص على المستوى الوطني، بينهم 193 أحيلوا على القضاء. هذه الأرقام الرسمية تختلف عن تقديرات منظمات حقوقية تتحدث عن أكثر من ألف إيقاف خلال الأيام الأخيرة، بينهم قُصّر.
وفي حين رُصدت تجمعات سلمية في بعض المدن الكبرى، سرعان ما تم تفريقها بانتشار أمني استباقي. أما في مناطق سوس (آيت عميرة، إنزكان، أكادير، تيزنيت)، إضافة إلى سلا وطنجة ووجدة ومراكش، فقد سُجلت أحداث أكثر توترًا، تخللتها حرائق استهدفت ممتلكات عامة وخاصة، واشتباكات حادة مساء الثلاثاء.
وتبقى التعبئة متناثرة، على الصعيد الوطني، خصوصًا ليلاً، حيث تبلغ ذروتها مساءً قبل أن تتراجع بسرعة.
المطالب وأسباب الانفجار
الحراك، الذي تتصدره جيل «الزِد»، يطالب بإصلاحات عاجلة في قطاعي الصحة والتعليم، ويهاجم الفساد، كما ينتقد تخصيص ميزانيات ضخمة للفعاليات الرياضية الكبرى (كأس إفريقيا 2025، كأس العالم 2030). وتبقى مأساة أكادير — وفاة ثماني نساء بعد عمليات قيصرية في المستشفى العمومي الحسن الثاني — الشرارة الرمزية للغضب الاجتماعي، بعدما تحولت إلى شعار للأزمة العميقة في الخدمات العمومية.
وقد جرى اختراق عدة شاشات حضرية مخصصة للعدّ التنازلي لكأس إفريقيا 2025، حيث استُبدلت عبارة "Days to kick-off" مؤقتًا بشعار يطالب ب«الصحة، التعليم، الكرامة للشعب».
هذه العملية، التي وُصفت بأنها هجوم سيبراني، جسّدت البعد الرقمي للحراك: ضربة رمزية، بصرية، في قلب المشهد الاحتفالي الرسمي.
البُعد الاجتماعي وأساليب التحرك
الاحتجاجات أفقية بلا قيادة واضحة، وتُنظم عبر «تيك توك»، «إنستغرام»، «ديسكورد» وتطبيقات المراسلة الخاصة. المجموعات غير الرسمية (ومنها «GenZ 212») تنشر نقاط تجمع متغيرة، وتدعو إلى تحركات سريعة (اعتصامات قصيرة، مسيرات محدودة) مع تفريق فوري لتجنب المواجهات الطويلة.
هذا النسيج الرقمي يتيح استقطاب مجموعات صغيرة في عدة مدن في وقت قصير، ما يجعل حجم التعبئة صعب التحديد بدقة.
وزارة الداخلية شددت على الحق في التظاهر القانوني، لكنها وعدت برد «متناسب» ضد أعمال العنف والتخريب. على الصعيد المؤسساتي، أُعلن عن نقاشات تخص المستشفى والمدرسة، من دون تحديد أي جدول زمني حتى الآن.
غياب حصيلة وطنية موحدة لكل ليلة يستمر في تعميق الفجوة بين الأرقام الرسمية وتقديرات الجمعيات.
تحليل: الحجم، الامتداد، المسار
يتضح حجم الحراك من انتشاره الجغرافي: إذ امتدت التجمعات إلى مدن عدة، أحيانًا على امتداد ليالٍ متتالية. وسُجلت بؤر التوتر الأشد في الجنوب، خصوصًا منطقة سوس، فيما شهدت كبريات المدن تحركات أقصر وأغلبها سلمية، لكنها فُرّقت بسرعة.
أما الامتداد، فيتجلى في تفاوت الحشود وردود الفعل. فمن مدينة إلى أخرى، ومن ليلة إلى أخرى، تأخذ التعبئة أشكالًا متباينة. الأرقام الرسمية تتحدث عن 409 موقوفين و263 عنصر أمن مصابًا، إضافة إلى 23 مدنيًا، وهو ما يعكس خطورة المرحلة الحالية القائمة على مواجهة مباشرة بين المحتجين وقوات الأمن.
أما المسار فيظل غامضًا وهشًّا، وكأنه معلّق على تطورات الأيام القادمة. الحراك، المُغذّى بإيقاع منصات التواصل، يحافظ على وجه غير متوقع. ومستقبله القريب مرهون بمدى اتخاذ قرارات ملموسة في مجالي الصحة والتعليم، وبكيفية إدارة السلطات للملف الأمني.
في هذه المعادلة الهشة، قد يغيّر كل إعلان أو قرار أو حتى ليلة واحدة مسار الأحداث.
ما قد يتغير في 72 ساعة
خلال الساعات الاثنتين والسبعين المقبلة، قد يتحدد مستقبل الحراك على عدة محاور. أولاً، أي إعلانات ملموسة بشأن المستشفى والمدرسة — سواء بخطة واضحة، تمويل مضمون أو أولويات معلنة — يمكن أن تخفف الغضب وتعيد الثقة.
ثانيًا، فتح قنوات حوار حقيقية مع وسطاء شبابية موثوقين، سواء من جمعيات أو نقابات طلابية، قد يتيح فرصة لتأطير المطالب المتفرقة.
ثالثًا، تأمين البنى الرقمية والحضرية بات ضرورة، خصوصًا بعد حادثة طنجة التي كشفت هشاشة الشاشات والأنظمة المتصلة ذات الرمزية العالية.
بين هذه المحاور من إعلانات، حوارات، وإجراءات وقائية، قد يتشكل — أو لا — مسار نحو التهدئة.
تعليقات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.