توقّفت حركة الطيران مساء الخميس في مطار فرانز-جوزيف-شتراوس بميونيخ، أحد أهم المطارات في ألمانيا، بعد رصد طائرات مسيّرة مجهولة الهوية في مجاله الجوي. وقد تم تعليق الإقلاع والهبوط منذ الساعة 22:18، ما أدى إلى إلغاء 17 رحلة وتأثر نحو 3000 مسافر. واستؤنفت العمليات تدريجيًا فجر الجمعة حوالي الساعة 5:50، وفق الموقع الرسمي للمطار. بالمجمل، تم تحويل 15 رحلة قادمة إلى مدن أخرى، من بينها شتوتغارت، نورنبرغ، فيينا وفرانكفورت. أما المسافرون العالقون في ميونيخ، فقد وفرت لهم إدارة المطار أسِرّة ميدانية، وأغطية، ومشروبات، ووجبات خفيفة في انتظار عودة الحركة إلى طبيعتها. أولى الطائرات المسيّرة المشبوهة شوهدت على مقربة من المطار حوالي الساعة 21:30، قبل أن تُرصد أخرى فوق البنية التحتية مباشرة بعد ساعة، ما دفع السلطات إلى إغلاق مدرجيه الرئيسيين. وتم الاستعانة بمروحيات الشرطة، لكن لم تُعرف أي تفاصيل حول عدد الطائرات، نوعها أو مصدرها، وفق ما أفاد متحدث رسمي. حادثة تزامنت مع اختتام "أكتوبرفست" تأتي هذه الحادثة بينما تستضيف ميونيخ فعاليات ختام مهرجان أكتوبرفست، أحد أكبر المهرجانات الشعبية في العالم، والذي يجذب يوميًا مئات الآلاف من الزوار. وكانت المدينة قد شهدت قبل يومين فقط إنذارًا بوجود قنبلة وحادثًا عائليًا مأساويًا أدى إلى إغلاق مؤقت لموسم الجعة. تحليق يقلق أوروبا ليست هذه المرة الأولى التي تعرقل فيها طائرات مسيّرة مجهولة عمل البنى التحتية الأوروبية. فقد أعلن كل من الدنمارك وبولندا ودول أخرى مؤخرًا عن توغلات مماثلة في مجالها الجوي، يُلقى باللوم في بعضها على موسكو. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علّق بسخرية يوم الخميس واصفًا قلق الأوروبيين بأنه «هستيريا مصطنعة»، مؤكدًا أن الجيش الروسي «لا يملك طائرات مسيّرة قادرة على بلوغ لشبونة». كما مازح قائلًا إنه سيتوقف عن «التحليق فوق الدنمارك»، حيث أُغلقت بعض المطارات مؤخرًا. وتواصل موسكو نفي أي مسؤولية، فيما أسقطت بولندا وعدة دول من حلف شمال الأطلسي مؤخرًا طائرات مسيّرة روسية في أجوائها. في مواجهة تصاعد هذه الحوادث، تطرح بعض الدول الأوروبية فكرة إنشاء «جدار من الطائرات المسيّرة» لحماية بنيتها التحتية الاستراتيجية. وفي ألمانيا، تم رصد «سرب» من الطائرات المسيّرة الأسبوع الماضي فوق ولاية شليسفيغ-هولشتاين، وأكدت الحكومة الفدرالية نيتها منح القوات المسلحة صلاحية إسقاط هذه الطائرات في حال مثّلت تهديدًا. خلال قمة أوروبية في كوبنهاغن، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره إلى الحزم. وقال الخميس: «الطائرات المسيّرة التي تنتهك أراضينا تشكّل خطرًا كبيرًا. يمكن تدميرها، نقطة انتهى»، مطالبًا برد واضح ومنسق. تعليقات