قبل عامين، استيقظ العالم على حدثٍ هزّ النظامين الإقليمي والدولي: السابع من أكتوبر، التاريخ الذي شكّل منعطفًا حاسمًا وأثار موجة من التفاعلات والاحتجاجات والتغييرات السياسية عبر أنحاء العالم. لكن هل غيّر هذا اليوم فعلاً موازين القوى؟ وهل أعاد إحياء القضية الفلسطينية وسلّط الضوء مجددًا على غزة؟ هذه الأسئلة طرحها فريد العليبي في حوار مع موقع تونس الرقمية، مؤكّدًا أن السابع من أكتوبر كان نقطة انطلاق لتحوّلات عميقة على المستويين العالمي والعربي. وقال العليبي: "أول تغيير حصل في غزة وفلسطين. العالم شاهد شعبًا صمد لأشهر طويلة في وجه آلة حرب مدمّرة. لكن هذا الصمود جاء بثمن باهظ: آلاف الشهداء، مئات آلاف الجرحى، ودمار هائل طال المنازل والمستشفيات والبنية التحتية." وأشار إلى تحوّل سياسي كبير تمثّل في تراجع نفوذ حركة حماس التي كانت تحكم غزة، خاصة بعد الاتفاقات التي رعتها إدارة ترامب والرامية إلى نزع سلاحها، معتبرًا أن ذلك شكّل تغييرًا جذريًا في موازين القوى الإقليمية. وفي السياق العربي، تحدّث عن انحسار الدور السوري الذي كان تاريخيًا داعمًا للقضية الفلسطينية، قائلاً: "النظام في دمشق يسعى اليوم إلى الحوار مع الاحتلال، والجيش الإسرائيلي بات يخترق الأراضي السورية، وهو أمر لم يكن متخيَّلًا سابقًا." كما تطرّق إلى الوضع في لبنان حيث خسرت المقاومة العديد من رموزها البارزين، مثل حسن نصر الله، فيما انجرّت إيران إلى دوّامة التصعيد الإقليمي. أما على الصعيد الإسرائيلي، فقد بلغ عدد القتلى نحو 1200 شخص. لكن الأهمّ، بحسب العليبي، هو تغيّر الوعي الشعبي: "الشعوب العربية، وجزء كبير من الرأي العام الدولي، باتت ترى في إسرائيل طرفًا معتديًا. وهذه القناعة تمثّل، في رأيي، أحد أهم مكاسب مرحلة ما بعد السابع من أكتوبر." تعليقات