ابرزت دراسة أعدّتها الهيئة التونسية للاستثمار حول قطاع مراكز البيانات، الذي يشهد نمواً متسارعاً عالمياً، تضاعف الاستثمارات فيه 20 مرة منذ 2016، وذلك بالتوازي مع ارتفاع معدل الطاقة التشغيلية للمشاريع من 50 ميغاواط عام 2022 إلى 450 ميغاواط في 2025. وبيّنت الدراسة أنّ أهم متطلبات المستثمرين في هذا المجال تتمثل في الاستدامة، والطاقة الخضراء، والإطار التنظيمي الواضح، والربط الدولي عالي الكفاءة، وحماية البيانات. كما أبرزت المقارنات الإقليمية موقع تونس الواعد في السوقين الإفريقية والمتوسطية. محور عمل استراتيجي يكتسي تبني تونس لنموذج متكامل يحفز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتسخير الطاقات الوطنية لتعزيز موقع البلاد كمركز إقليمي للبيانات والخدمات السحابية، اهمية خاصة اكدت عليها التوصيات المنبثقة عن الهيئة التونسية للاستثمار لدى انعقاد الدورة الثانية والعشرين لمجلسها الاستراتيجي، برئاسة نامية العيادي يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 . وتناولت أعمال هذه الدورة محورين استراتيجيين: دور القطاع الخاص في بلورة السياسات والإصلاحات المتعلقة بالاستثمار-تجربة دبي -، وتقييم فرص الاستثمار في قطاع مراكز البيانات في تونس. استهلت الجلسة بعرض قدمته نادين شامي، مدير أول سياسات الأعمال في غرفة تجارة دبي، حيث استعرضت النموذج الإماراتي في إشراك القطاع الخاص في صياغة التشريعات وتحسين مناخ الأعمال، مع تسليط الضوء على الآليات المؤسساتية الفعالة التي جعلت من دبي وجهة استثمارية رائدة. كما قدم فريق الهيئة عرضاً شاملاً حول تطورات سوق مراكز البيانات عالمياً وإقليمياً بالاعتماد على بيانات محينه حول القطاع، إلى جانب تحليل واقع الحال في تونس وإبراز الفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع الحيوي الذي يعد ركيزة أساسية للتحول الرقمي والسيادة الوطنية. تطوير الإطار القانوني وتضمنت المداخلات والمناقشات التي تلت العروض تبادلاً غنياً للرؤى بين أعضاء المجلس، خلصت إلى جملة من التوصيات أبرزها: ضرورة تطوير الإطار القانوني لحماية البيانات وتوفير البنية التحتية اللازمة، وإنشاء منطقة اقتصادية خاصة بمراكز البيانات، والعمل على ملائمة التشريعات المحلية مع المعايير الدولية لجذب المستثمرين العالميين. هذا ويشهد قطاع مراكز البيانات والخدمات السحابية في تونس تطورا ملحوظا، مدعومًا باستراتيجية الحكومة للتحول الرقمي، وموقع البلاد الاستراتيجي، ونمو الطلب المحلي .ويشهد هذا القطاع استثمارات متزايدة من القطاعين العام والخاص، مع التركيز على توفير حلول سيادية وموثوقة للشركات والجهات الحكومية. وتُعد مراكز البيانات العصب الرئيسي للبنية التحتية الرقمية في تونس، حيث تشهد استثمارات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد على التخزين السحابي وخدمات الاستضافة. كما يعرف سوق الخدمات السحابية نموًا متزايدًا، مدفوعًا بتبني الشركات والمؤسسات العمومية للحلول السحابية، والتي توفر المرونة والفعالية من حيث التكلفة. يواجه القطاع مجموعة من التحديات والفرص التي ستحدد مساره المستقبلي ذلك انه مع تطور الاعتماد على الحلول الرقمية، تتزايد مخاطر الهجمات السيبرنية، مما يستدعي تعزيز البنية التحتية والوعي بالأمن الرقمي. في المقابل، يتيح موقع البلاد الاستراتيجي كبوابة بين إفريقيا وأوروبا فرصًا لجذب الاستثمارات الأجنبية في مراكز البيانات والخدمات السحابية اذ يساهم التركيز الحكومي على التحول الرقمي وتقديم حوافز للشركات الناشئة في دفع عجلة نمو السوق بينما يشهد السوق طلبًا متزايدًا من الشركات المحلية والإقليمية على الحلول الرقمية، مما يوفر فرصة كبيرة للنمو. ويوفر إطلاق علامة "مسدي خدمات الحوسبة السحابية" فرصة للمزودين لتقديم خدمات موثوقة وآمنة للقطاعين العام والخاص. تعليقات