تواصل القوتان العظميان، الولاياتالمتحدةالأمريكية و الصين، مراقبة بعضهما البعض باستمرار و تبقيان في حالة مواجهة دائمة دون أن تفقدا الاتصال أو البوصلة. فهما تتجسسان من بعيد و تخوضان منذ عقود حروبًا بالوكالة دون أن تصطدما مباشرة، لأن أي مواجهة مباشرة ستكون مدمّرة للطرفين و هما يعلمان ذلك جيدًا. لذا، تتجنبان المواجهة المباشرة بحذر شديد. غير أن هذا التحفّظ لا يشمل ساحة الاقتصاد، حيث تدور المعارك هناك بلا أقنعة. لقد كان باراك أوباما ، الرئيس الديمقراطي السابق، أوّل من أطلق شرارة هذه الحرب الباردة التجارية، ثم واصلها خلفه جو بايدن. أما مع دونالد ترامب، الجمهوري، فقد تصاعدت المواجهة إلى مستويات غير مسبوقة و هو بالمناسبة يفعل الشيء نفسه مع معظم دول العالم. و يمكن القول إن واشنطن، حتى الآن، لم تنجح في إخضاع بكين، بل العكس هو الصحيح. و لهذا ربما يرغب البيت الأبيض في تجربة نهج آخر… و ربما فقط. و خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين 20 أكتوبر، بحضور رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ، أكّد ترامب أن لقاءه مع نظيره الصيني شي جين بينغ من المتوقع أن يُعقد على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا و المحيط الهادئ (APEC) المقررة في نهاية هذا العام. و قال ترامب أمام الصحفيين : «لقد تمت دعوتي إلى الصين و من المرجح أن أزور بكين في مطلع العام المقبل. الأمور شبه مرتّبة». و كان آخر لقاء على هذا المستوى قد جرى في نوفمبر 2023، حين زار شي جين بينغ مدينة سان فرانسيسكو للقاء جو بايدن. غير أنّ الأخير، المعروف بزلات لسانه المتكررة، ارتكب حينها خطأً فادحًا عندما وصف ضيفه الصيني ب«الديكتاتور». و من الواضح أنّ الزعيم الصيني لن يكرّر تلك الزيارة ، خاصّة و أنّ ترامب أكثر تفجّرًا و اندفاعًا من بايدن. لذلك ، سيكون الأمريكي هو من سيذهب إلى الصيني، خصوصًا و أنّ واشنطن هي الطرف الذي يملك طلبات كثيرة على الطاولة ، في حين تبدو بكين في موقع قوّة واضح في خضمّ هذا الصراع التجاري المتصاعد. تعليقات