يساهم قطاع تكنولوجيات الاتصال بنسبة 11 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد وهو يضمّ أكثر من 2200 مؤسسة نشيطة، من بينها 600 مؤسسة مبتكرة بمعدل نمو سنوي يناهز 8 بالمائة كما تعد 52 بالمائة من المؤسسات المبتكرة موجّهة نحو التصدير، مما يعزز البعد الدولي للقطاع التونسي في سياق يوفّر فيه القطاع أكثر من 40 ألف موطن شغل مباشر. وتصنّف تونس، على هذا الاساس، ضمن المراتب الأولى إقليمياً ودولياً في مؤشرات التطور الرقمي حيث تحتل البلاد المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد خريجي شعب العلوم والهندسة، والمرتبة الثانية إفريقياً في نضج الحكومات في مجال الذكاء الاصطناعي، والمرتبة الأولى إفريقياً في برامج جذب الشركات الناشئة. مثل قطاع تكنولوجيّات الاتصال محور اللقاء العاشر والأخير من سلسلة الاجتماعات القطاعيّة التي ينظمها مركز النهوض بالصادرات في إطار الإعداد للبرنامج الترويجي بعنوان سنة 2026. وشارك في هذا اللقاء، الذي انتظم بدار المصدّر هذا الاسبوع، ممثلون عن الجامعة الوطنية لتكنولوجيات الاتصال والغرف المهنية المعنيّة، إلى جانب ممثلين عن القطاع البنكي والقطب التكنولوجي بالغزالة وعدد من المؤسّسات الناشطة في القطاع. وفي كلمته الافتتاحية، أكّد مراد بن حسين، الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات، على الأهمية الاستراتيجية لهذا القطاع في الاقتصاد الوطني، مبرزاً أنّه يمثّل أحد المحرّكات الأساسية للنمو في تونس بفضل قدرته على التصدير وتوفير الخدمات ذات القيمة المضافة العالية. وأشار إلى أنّ الخبرات التونسية في مجال تكنولوجيات الاتصال تمثّل ثروة وطنية حقيقية، لما تتسم به من كفاءة وجودة عالية جعلت منها سفيرة لتونس في الخارج، تسهم في ترسيخ صورة إيجابيّة عن جودة ما يُنتج ويُطوّر في تونس من حلول رقمية وخدمات ذكية. كما شدّد على أنّ هذا القطاع ببعديه، من شركات ناشئة والشركات في المجال الهندسة الإعلامية، لم يعد مجرد مجال اقتصادي، بل أصبح عنصراً محورياً في تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي ودعامة لاندماج تونس في الاقتصاد العالمي الجديد المبني على المعرفة والابتكار. وأبرز، في هذا الصدد، الأهمية المتزايدة التي يوليها المركز للشركات الناشئة ضمن برنامجه الترويجي، فضلا عن آليات الدعم والمرافقة التي بإمكانها الاستفادة منها بما يمكنها من النفاذ إلى الأسواق الخارجية وتعزيز تموقعها بها. وفي سياق متصل، تناول عرض تم تقديمه، تذكيرا بمختلف الأنشطة الترويجية الأنشطة الموجهة لقطاع تكنولوجيات الاتصال التي نفذها المركز خلال سنة2025، وخاصة الوجهات الجديدة والأسواق العالمية الواعدة في هذا القطاع. وأبرزت تدخلات المشاركين المساهمة الهامة للمؤسّسات الناشطة في هذا القطاع في دعم إيرادات التصدير والقيمة المضافة العالية التي يوفرها مجال التكنولوجيا الرقمية. وتضمنت مقترحاتهم إدراج صالونات دوليّة رائدة في المجال ضمن البرنامج الترويجي لسنة 2026 مع الحفاظ على المشاركة التونسيّة في المواعيد الهامة، بما يكرّس مكانة تونس كمزوّد رقمي موثوق وشريك تكنولوجي إقليمي. تعليقات