إنه السؤال الذي يساوي 10 ملايين دولار. ففي الوقت الذي لم يراهن فيه أحد على حضورها إلى أوسلو لتسلّم جائزة نوبل للسلام، حطّت المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو رحالها في النرويج، وسط دهشة عامة. صحيح أنها فوّتت مراسم ، الأربعاء 10 ديسمبر، لكنها كانت حاضرة صباح الخميس. بل إنها حيّت، من شرفة فندق غراند أوتيل في أوسلو، عشرات من مناصريها الذين كانوا يهتفون : «libertad» (الحرية). و تُعدّ هذه المرة الأولى التي تُرى فيها علنًا منذ 9 جانفي، حين شاركت في تظاهرة بكاراكاس. و قد سافرت المعارضة البالغة من العمر 58 عامًا إلى أوسلو، رغم أنها تُفترض أن تعيش متخفّية داخل فنزويلا منذ أوت 2024. فكيف تمكّنت من الإفلات من أجهزة الشرطة و المخابرات التابعة ل«الديكتاتور» نيكولاس مادورو؟ كيف غادرت عمليًا هذا البلد الذي تطوّقه القوات المسلحة و المليشيات ؟ و الأهم: كيف ستتمكن من العودة إليه و هي التي تؤكد باستمرار أنها لن تفرّ أبدًا تاركة رفاقها في النضال وراءها؟ وإذا لم تكن حياتها السرية "شكلية" أو بموافقة ضمنية من النظام، فكيف ستعود من دون أن تُعتقل؟ إلا إذا كانت القوات المحتشدة أمام أبواب البلاد من طرف صديقها، الرئيس دونالد ترامب (و قد أهدته بالفعل جائزة نوبل)، قد دفعت مادورو إلى تخفيف الخناق حول السيدة ماتشادو. في المحصلة، أسئلة كثيرة لا نملك لها، كما تتخيلون، أي إجابة. فكل شيء يلفّه غموض كثيف، ولا يبدو أن مفاتيح هذا اللغز موجودة إلا في كاراكاس و واشنطن. و ما نعرفه أنها قالت لهيئة BBC إنها عازمة تمامًا على العودة إلى بلادها بعد زيارتها لأوسلو. و أكدت: «بالطبع سأعود (...) أعرف تمامًا المخاطر التي أقدم عليها». و قبيل زيارتها المفاجئة، صرّح رئيس لجنة نوبل، يورغن واتنه فريدنس، لوسائل الإعلام و لمناصري المعارضة المتجمعين في فندق غراند أوتيل : «يمكنني تأكيد أن ماريا كورينا ماتشادو وصلت إلى أوسلو»، وأنها ستذهب «مباشرة للّحاق بعائلتها». وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون أمس إنهم لا يعرفون أين توجد المعارضة الفنزويلية. و أضافت ابنتها، آنا كورينا سوسا ماتشادو، أن والدتها ستعود «قريبًا جدًا (...) إنها تريد أن تعيش في فنزويلا حرة و لن تتخلى أبدًا عن هذا الهدف». للتذكير، فإن السيدة—رسميًا على الأقل—مطلوبة لدى قضاء بلادها بتهم «التآمر و التحريض على الكراهية و الإرهاب». لذا سنرى إن كانت ستعود فعلاً و كيف سيستقبلها أعوان مادورو. تعليقات