أثارت تصريحات المنصف المرزوقي ليلة الخميس 07 جوان 2012 بإحدى القنوات التونسية الخاصة جدلا كبيرا حيث صرّح رئيس الجمهورية على أنّه قرّر تغيير محافظ البنك المركزي مصطفى كمال النابلى مشيرا إلى أنّ هذا القرار اتّخذه منذ أشهر رغم حصول النابلي على لقب أفضل محافظ بنك مركزي في القارة الإفريقية. الشيء الذي يعتبر شرفا لتونس ولجميع التّونسيين بمن فيهم رئيس الجمهورية. وأضاف المرزوقي”هذا قرار أنا أخذته منذ أشهر ونحن بحاجة إلى سياسة اقتصادية وسياسة مصرفية أخرى تكون تحت تحكم الشعب التونسي وليس تحت تحكم أي طرف آخر”. فما كان على مصطفى كمال النابلي إلّا أن يرد على هذه التصريحات التي ّإعتبرها خطيرة حيث أكّدت لنا مصادر من البنك المركزي أنّ محافظ البنك ، قال أنّ هذا الكلام خطير ويحط من كرامة مجلس إدارة البنك ويحط من كرامة تونس نفسها. وقد سبق أن صرّح النابلي خلال ندوة التي عقدتها جمعية الإقتصاديين التونسيين بالحمّامات الجمعة 08 جوان 2012،” أنّه حسب التنظيم المؤقّت للسلط فانّ المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقّت ليس له الحق في إيقالتي وصلحياته لا تسمح له بذلك وصرّح أنّ إقالته تتم بعد موافقة الرؤساء الثلاثة ( رئيس الحكومة و رئيس المجلس التأسيسي و رئيس الدولة) و من ثمة يتم تمرير القرار على المجلس الوطني التأسيسي، “أي قرار إقالتي يعود فقط للمجلس الوطني التأسيسي” . وأضاف أنّ تصريحات رئيس الجمهورية المؤقّت تتعارض مع ما أكّد عليه المجلس الوطني التأسيسي فيما يخص إستقلالية البنك الوطني المركزي وإبتعاده عن التجاذبات السياسية . وإعتبر النابلي ما صرّح به المرزوقي بخصوص تدخل أطراف خارجية في شؤون البنك المركزي، كلام خطير ويحط من كرامة مجلس إدارة البنك ويحط من كرامة تونس نفسها. وأكّد أنّ البنك المركزي مستقل تماما ولا يسمح لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونه وهو يعمل بما فيه خير ومصلحة البلاد. كما أعلن أنّه لا يوجد أي خلاف بين البنك المركزي و الحكومة وقال أنّه صحيح يوجد بعض الإختلافات ولكنّها تصب كلّها في مصلحة تونس باعتبار أنّه يوجد ممثّلين عن الحكومة بمجلس إدارة البنك المركزي. كما أكّد النابلي أنّه منذ تولي المرزوقي الحكم لم يقع أي إتّصال بين رئاسة الجمهورية والبنك المركزي رغم المطالب العديدة التي توجّه بها البنك لمقابلة رئيس الجمهوريّة إلاّ أنّه لم يتلقى رد لا بالقبول ولا بالرفض مع العلم أنّ البنك ملزم بتقديم تقارير عن القوائم المالية لرئاسة الجمهورية مثلما كان يحصل مع فؤاد المبزع الرئيس السابق للبلاد التونسية.