في ردّ شديد اللّهجة على تصريحات الرئيس المؤقت محمد منصف المرزوقي التي أكّد خلالها أنّه سيعزل محافظ البنك المركزي، أكّد مصطفى كمال النابلي أمس في تصريح صحفي على هامش ندوة «نجاعة السّياسة النّقديّة والماليّة في المرحلة الإنتقاليّة» التي إحتضنتها مدينة الحمامات أنّه لا يحقّ لرئيس الجمهوريّة المؤقت حسب قانون التّنظيم المؤقّت للسّلطات - عزل محافظ البنك المركزي. وقال النابلي إن قرار الإقالة يبقى للرئاسات الثلاث والذي يجب أن يصادق عليه المجلس الوطني التأسيسي. وبالتالي فان ما صرح به المرزوقي يعتبر تعديا على صلاحيات المجلس، حسب تعبيره. واضاف النابلي أن تصريح الرئيس المؤقت يتعارض مع قرار المجلس التأسيسي القاضي باستقلالية البنك المركزي حتى يتم تجنيبه التجاذبات السياسية. واضاف النابلي ان وجهة النظر التي عبر عنها المرزوقي تتعارض كذلك مع مفهوم الحوكمة التي تعتبر احد المطالب التي قامت من اجلها الثورة. ورد النابلي على اتهام المرزوقي بان البنك المركزي تحت تأثيرات خارجية بأن هذا التصريح خطير وغير مقبول. مؤكدا أن البنك المركزي مؤسسة وطنية لا تأخذ بعين الاعتبار سوى مصلحة البلاد. وان مثل هذه التصريحات تمسّ من كرامة مجلس ادارة البنك وباسم هذا المجلس اعتبر ان تصريحات المرزوقي هي اساءة وقدح في البنك المركزي الذي لا يخدم سوى المصلحة الوطنية. واكد كمال النابلي أنه وعلى عكس ما يروّج فانه لا يوجد اي خلاف بين البنك والحكومة. وأشار الى عدم لقائه بالرئيس المؤقت منذ ستة أشهر تقريبا رغم أن النظام المؤقت للسلطات ينص على وجوب ان يقدم محافظ البنك المركزي القائمات المالية للرئيس. ويذكر أن الرئيس المؤقت منصف المرزوقي اكد في تصريحاته لبرنامج «الصراحة راحة» في قناة حنبعل أنه «لم يقع التراجع في تغيير محافظ البنك المركزي» وانه «اتخذ قرار عزله منذ اشهر» قائلا أن «ممثلي الشعب هم الذين يحددون السياسة الاقتصادية والمصرفية تحت تحكم الشعب التونسي وليس تحت تحكم اي طرف اخر». واجاب المرزوقي على سؤال حول كيفية اقالة النابلي رغم حصوله على جائزة افضل محافظ بنك مركزي في افريقيا بان: «تلك مشكلته».