أكّد رفيق عبد السلام وزير الشؤون الخارجية “أن الحكومة الحالية التي تستمد شرعيتها من الإرادة الشعبية ستستمر في الحكم لسنوات طويلة قادمة” معربا عن يقينه بأن الشعب التونسي “سيفوّض حزب حركة النهضة للحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة” فهل أنّ الانتخابات القادمة قد حسمت لفائدة النهضة دون تحالف أو اجراء الانتخابات ؟ فحسب عبد السلام الأمر محسوم منذ البداية ولا داعي للناخب أن يتجه إلى أبواب الاقتراع، فمن الأفضل أن يذهب لقضاء شؤونه فالحكومة هي خليفة نفسها وليست بحاجة لصوت الشعب. فمسابقة الانتخابات القادمة ستكون خارقة للعادة ولكن ماهي مدى روح ديمقراطيّة وقناعة سيد الوزير؟ أيّ شخص ينصت إلى تصريحات رفيق عبد السلام، يظن أنها علامة ثقة في النفس وليس تعجرفا ولكن من أين له كلّ هذه الثقة وكلّنا نعلم أنّ هناك تفكك داخل الترويكا وانهيار حزب التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية وتآكل رأس مال النهضة. فهل من المنطق أن يتحدّث عبد السلام، بكل هذه قناعة في حين أن الحكومة تتلق كل يوم انتقادات من كل ناحية وهي عاجزة عن تقديم تقييم أوّلي لائق؟ وهنا سؤال يطرح، أي ستار يختبئ وراءه رفيق عبد السلام ليصف “الحكومة الحالية بالأقوى في تاريخ تونس” ويمدحها دون خجل.